top of page

رومانسية الخيانة أو خيانة الرومانسية بالفيلم الجديد

فيلم The Last Letter from Your Lover (٢٠٢١) امكانيات مذهلة وقصة عكس ذلك!


انتظار كبير للفيلم من بطولة شايلين وودلي وفيليسيتي جونز وجو الوين وكالوم تورنر. فمنذ طرح البوستر الخاص به وتوقع الكثير أن يكون الفيلم عمل درامي رومانسي عن قصة حب قوية في وقت الحرب العالمية، وما أجمل قصص الحب التي تتخللها الحروب وتفرق بين الحبيبين وتنتهي بموت أحدهم أو بنهاية سعيدة تتكلل بزواج الحبيبان بعد معاناة في ظل حطام الحرب وخرابها، أو قد يصاب البطل اصابة بالغة تسبب له عاهة أو شيء من هذا القبيل ويبدأ مشوار اقناع الحبيبة لحبيبها بأنها لن تتخلى عنه أبداً حتى يقتنع أخيراً أو تأخذه الكرامة والكبرياء ويضحي بنفسه من أجل سعادتها.



كل هذا توقعناه من بوستر الفيلم واسمه الذي تحدث عن خطابات ونحن في عصر الواتس أب ورسائل الفيس بوك، وبالمناسبة كان البوستر جامع لقصتي حب، واحدة في الماضي و الأخرى في عصرنا الحاضر، ما جعل المشاهد يأخذ انطباع عن الفيلم أنه شبيه بفيلمي "رسائل لجولييت" و فيلم "اطول رحلة".


في الحقيقة، الديكورات والازياء والمكياج والتنقل بين الحاضر والماضي والمونتاج والتصوير والموسيقى وكل شيء آخر غير القصة كان عظيماً، لدرجة أنه من الخسارة تطويع هذه الامكانيات المذهلة على قصة مبتذلة لهذه الدرجة.


فلا يمكن للمشاهد أن يتقبل قصة الحب في العمل التي تدور أحداثها في الماضي بين روب وجينفير، حيث يشجع العمل على الخيانة ويوعد مرتكبيها بنهاية سعيدة مهما طال الزمن والفراق.



للأسف، أهدر الفيلم كل امكانياته وأجوائه الرائعة في قصة لا تستحق كل هذا التجميل، فلا يمكن أن تكون نهاية الخيانة سعيدة ولا يوجد أي مبرر لخيانة الزوجة لزوجها حتى وإذا كان هو من يخونها.

فكان من الممكن أن يستغل الفيلم كل هذه الأجواء الساحرة في قصة حب مستحيلة بين حبيبان فرقت بينهما الحروب في استغلال للحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، والربط بين الماضي والحاضر بقصتان متشابهتان، ففي الماضي مثلاً الحرب العالمية الثانية أو حرب فيتنام و في الحاضر حرب العراق أو باكستان وما إلى ذلك، لتفرق الحروب في القصتين بين العاشقان لأسباب مختلفة، في رسالة من الفيلم لنبذ الحروب وما تسببه من آلام نفسية على المجتمع، وإذا كان لابد من استغلال فكرة الخيانة فكان لابد أيضاً من اظهار العقاب والثمن الذي قد تدفعه امرأة نتيجة لخيانتها، وخطيئتها الكبرى، فالزنا جريمة وكبيرة من الكبائر تحرمه كل الأديان.



فكان من الافضل ان تخسر الزوجة الخائنة كل شيء مثل أن تخسر عشيقها في الحرب، ويكتشف زوجها خيانتها، ويفضح أمرها وتضطر للاختباء من العار الذي يلحق بها و تكون الشخصية الثانية هي ابنة تلك الأم والتي تكتشف حقيقة والدتها عن طريق الخطابات التي قد ترسلهم لها الصحفية قبل رحيلها مثلاً، لتكون هذه الخطابات أو المذكرات درساً للابنة لتتعلم مما حدث لوالدتها، وتلحق بنفسها قبل أن تنحرف في براثن الخيانة هي الأخرى، لنعرف فائدة أن ندون الماضي كي نعلم به غيرنا.


اتعجب من الأراء المنتشرة عن الفيلم التي تؤكد أنه من أفضل الأفلام الرومانسية في السنوات الأخيرة، وانا في الحقيقة ومن وجهة نظري المتواضعة لم أر أي رومانسية في العمل .. فكل ما رأيته زوجة خائنة تكافيء على خيانتها، وتقف أمام زوجها بكل وقاحة تعترف بخيانتها وتسأله عن عشيقها، بل وتتهمه بالكذب عليها، كما أنها لم تشعر بالذنب أو بالندم على خطيئتها أبداً، بل كل حزنها كان على فراق العشيق.



فضلاً عن فتاة أخرى متعددة العلاقات لدرجة أنها لا تتذكر اسم الشاب الذي نامت في بيته وكأنها عاهرة وليست صحفية تعمل في مكان مرموق، فالفيلم بالفعل سيء وفقد الكثير من قيمته الفنية باستخدام اسوأ سيناريو وأسوأ قصة يمكن ان توضع في هذا القالب الساحر.

١٨ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page