"تبدأ الحكاية، ككثير غيرها، عن يافع. أكبر مِن أن يكون طفلاً، أصغر مِن أن يكون رجلاً"، يخبرنا الراوي.
يدعى كونور، طالب يعيش مع امه ببلدة صغيرة. يقضي يومه بين المدرسة و الرسم الذي يأخذه لعوالم اخرى، اما المساء .. فهذا يقضيه مع الكوابيس.
يعاني كونور من عدة مشاكل، فهو يتعرّض للتنمّر مِن قبل زمرة خبيثة من طلّاب مدرسته، والده منفصل عن والدته و يعيش بقارة اخرى، و جدته أم أمه يتبادل معها النفور.
لكن هذه المشاكل كلها، مجموعة سوية، لا تُشكّل ولا حتى جزء ضئيل من مشكلة أخرى يعاني كونور منها. فوالدته مريضة و حالتها تزداد سوءً ولا يبدو امل شفاء قريب بالأفق.
هنا يأتي وحش كاسر ليزور كونور بوقت محدد من كل يوم ليحكي له ثلاث حكايات، و ليسمع منه حكاية. حكاية الكابوس، و الحقيقة التي يخبئها كونور.
فلم درامي ضمن إطار الفانتاسي.
قصته جميلة للغاية، بليغة المحتوى الحواري، بسير أحداث مثير، تضع أمامنا عدّة معانٍ، و تترك بعضاً للإستنتاج.
كادر تمثيلي محترم أُحسِن إختياره بأدائات فاخرة، يتقدمها و يسمو فوقها ذاك لماكدوگل.
مؤثرات صورية-صوتية بأفضل ما يكون، حركة كاميرا ديناميكية راقية، و إخراج بديع ينجح تماماً بتسخير أهم عوامل القصة، بطاقة الكادر التمثيلي، بالمؤثرات الصورية-الصوتية و يقدمها بإتزان عالٍ كواحد من قلّة القلّة من أعمال التي تتعامل مع الفانتسي لسرد الأحداث.
يتخّذ من "الحقيقة" موضوعاً. كم هو صعب ايجادها، معقّد مواجهتها، و متعب الإفصاح بها. و فلمنا اليوم يستعرضه بأوضح صورة.
عمل مشوّق، كل مشهد به أفضل من ذاك الذي قبله. سينما حقيقية.
ساحر.
أعجبني جداً.
استمتعت به جداً.
لا يفوّت.
إخراج: هوان أنتونيو بايونا Juan Antonio Bayona
سيناريو: پاترِك نيس مقتبساً روايته التي تحمل نفس الإسم المبنية على فكرة لشيڤاون داود
تمثيل:
ليويس ماكدوگل Lewis MacDougall
سيگورني وييڤِر Sigourney Weaver
فيليستي جونز Felicity Jones
و اداء صوتي لليام نييسُن Liam Neeson
تقييم الناقد ★★★★★
Comentarios