بغداد.
أواخر السبعينات.
ظهر إعلان هذا الفلم بالتلفزيون بعنوان "فوق السماء العالية" و احياناً "ضد السماء العالية" و سلب قلبي و عقلي لمحتواه .. الغرب الأميركي، تصوير من الأعلى (يدعونه إحترافياً "عين الطير") للصحراء و الجبال، خيالة من الهنود الحمر، لعلعة الرصاص، و مشهد محدد .. مشهد يافع يقفز ليمنع إنطلاق سهم بالتصوير البطيء.
زاد حماسي لمشاهدته وجود إبن خالتي المراهق الذي طبّل و زمّر للفلم ليلاً و نهاراً!
لكون والدي من هواة السينما، و بالأخص افلام الويسترن، لم يتخذ أمر موافقته لأخذي لمشاهدة الفلم أكثر من طرح فكرته عليه.
أختار والدي يوماً بمنتصف الأسبوع لتجنب إزدحام و طوابير أيام نهاية الإسبوع، و مع ذلك وجدنا حشداً عظيماً على باب السينما (سميراميس) عند وصولنا مساء ذاك اليوم.
بعد إنتظار و مشقة لا محال من تجنبهما، دخلنا و شاهدنا الفلم.
تدور أحداثه حول فتاة يختطفها الهنود الحمر. لا يستطيع والدها و رفقته من إيجادها (فص ملح و ذاب)، فيبقى شخص واحد لم يدع لليأس أن يفقده الأمل بإيجادها، شقيقها اليافع الذي ينطلق برحلة طويلة للبحث عنها وحده معتمداً على ربطة رأس وجدها بمحل إختفائها كدليل وحيد لإقتفاء أثرها.
أثناء سعيه، يتعرّف على مغامر عجوز سكّير يوافق أن يساعده بمغامرته خصوصاً عندما تقودهم ربطة الرأس الى مكان غامض نسته الذاكرة يقطنه محاربون يتحلّون من رؤوسهم لأخماص أقدامهم بالذهب!
فلم أكشن درامي ضمن اجواء الويسترن.
قصته جميلة تعتمد المغامرة التي لا تخلُ من درس او درسين بوجود عنصر درامي منبعه الترابط الأسري، الواجب، الإنتماء، الإخلاص، و التضحية.
إختيار موفّق للكادر التمثيلي، يقابله ادائات جيدة يتوجها اداء بوون الأخّاذ.
لكن نبض الفلم كان بالتصوير و الإخراج. زوايا و أركان ذكية، حركة كاميرا ديناميكية، محتوى صوري يحبس سحر الغرب الأميركي بصورة واحدة ثنائية الأبعاد امام عين المُشاهد تعزز الحدث و تخدم تقديم متعة المُشاهدة.
بموسيقى تصويرية بديعة.
بهرني الفلم و أنا طفل الحادية عشر.
حُفِر بذاكرتي.
و استمتعت به جداً عندما أعدت مشاهدته عدة مرّات، آخرها كانت الأمس.
أعجبني للذكريات، و أعجبني لجودته.
أنصح بمشاهدته.
ليس بأفضل فلم من نوعه، لكنه ممتع و سيعجبكم.
إخراج: إيرل بيلامي Earl Bellamy
تمثيل:
ستيوارت پيتيرسِن Stewart Petersen
ريچارد بوون Richard Boone
شانون فارنون Shannon Farnon
تقييم الناقد ★★★★
Comments