٧ يناير ٢٠٢٣

فلم Amsterdam (٢٠٢٢)

عقد طبيب الميدان بُرت بيريندسِن إتفاقاً مع الجندي هارولد وودمان لحماية بعضهما البعض خلال الحرب العالمية الأولى، حولهما الى صديقين الى الأبد.

يمر أكثر من عقد و نجد بمدينة نيويورك بُرت يعمل طبيباً لجرحى الحرب العالمية الأولى الذين لم يتلقوا معاملة الأبطال التي يستحقونها بعد عودتهم للوطن، و هارولد محامياً يعمل بالتعاون مع بُرت على مساعدة نفس الجرحى بكل الوسائل القانونية للدفاع عن حقوقهم و محاولة ايصال شكاويهم للجهات العليا.

من العدم تظهر حسناء تخبرهما بأنها إبنة الجنرال الذي كان آمر وحدتهما بالحرب، رجل يخص له الصديقان اسمى مشاعر التقدير و الإحترام، و بأن والدها قد مات بظروف غير عادية تشك هي بأنها جريمة و تطلب مساعدتهما بالبحث و التقصي بشأنها.

من تلك اللحظة يجد الإثنان و بعض مَن يقرب لهما أنفسهم بسقوط حر بهاوية سحيقة جدرانها الغموض، الأسرار، الجريمة، و المؤامرة لا يسعهما إلّا الوصول لقعرها للبدء بفهمها و محاولة حلّها.

فلم غموض و تشويق بنكهة كوميدية.

قصته جميلة كبيرة معقّدة. تتشعّب بعدد مساراتها و تعدد شخصياتها بمسير أحداثٍ سريع غير مستعجل.

محتوى كلاميّ ثري و بحوارات جيّدة.

إختيار موفّق جداً للكادر التمثيلي عدداً و نوعاً (متّع ناظريك بقائمة الأسماء أدناه) يقابله ادائات فاخرة مِن كل فرد من هذا الكادر.

عمل بأساس متين عميق المعنى قويّ الوقع ككل، لكنه يعاني مِن نقطتين برأيي غير المتواضع.

الأولى أن كل مشهد مِن مشاهده يحوي إطالة لا تقل عن دقيقتين. أمر يقلل من شأن و تأثير المشهد.

و الثانية هي أن المخرج، بالرغم من القصة الرائعة المعززة بالأدائات التمثيلية الفخمة، لم يستطع أن يخلّق تفاعلاً كفاية عن المُشاهِد مع محتوى أي مشهد من مشاهده. هنالك حرارة لكنها بالكاد تكفي لنضوج الطبخة.