top of page

فلم Blade Runner 2049 (٢٠١٧)

هناك قاعدة مهمة رئيسية أساسية عند صنّاع السينما في هوليوود: "لا تنتج جزء ثانٍ لفلم غير ناجح" ..

قاعدة منطقية.

لكن لو سارت هوليوود على القواعد و على المنطق، ما أصبحت عاصمة السينما في العالم.

على هذا الأساس، أساس التصميم المُنقّح بالمجازفة و المُزيّن بروح المقامرة، حصلنا على الإستثناء الذي هو فلمنا اليوم.



لا يمكن التحدّث عن تفاصيل الفلم دون الرجوع الى الفلم الأصلي Blade Runner. الذي أُنتِج عام ١٩٨٢ .. توفرت للفلم عدة مقومات نجاح حينها:

- المخرج العملاق ريدلي سكوت الذي أعطى الفلم أجواء مميزة نادرة، و المشاهدين متعة مرئية.

- كادر تمثيلي ممتاز معتمداً بالأساس على النجم هاريسون فورد.

- موسيقى تصويرية، أعتبرها و لا يزال هواة و محبيّ الفلم يعتبرونها ساحرة.

لم يجد الفلم، عند نزوله دور العرض، مُشاهدين و هواة. تعامل معه النقّاد بإيجابية محدودة و بتحفّظ. ترشح لبعض الجوائز، لكنه لم يحقق نجاحاً يتناسب مع إمكانياته الفنية على صندوق التذاكر.

أنا مِن الناس الذين لم أجد به شيئاً مميزاً. وجدت متعة بفكرته، كادره الفنّي، و بمشاهده الآخاذة. بنفس الوقت وجدته فارغاً، بطيئاً و مملاً أحياناً.



ما الذي يجعل منتجيّ هوليوود يقامرون بإنتاج جزءً ثانياً لهذا الفلم -المحدود بمعظم المقاييس- و بعد مرور ٣٥ عاماً .. ؟!

الهواة.

و هؤلاء جائوا و تكاثروا و تعددوا بمرور الأعوام.

هُم مَن جعلوا أيقونة من الفلم و هُم مَن تداولوا و عرضوا و ناقشوا شخصيات و أحداث الفلم بعمق و فلسفة أشك حتى إن كان مخرج و كاتب الفلم قصداها أثناء إنتاج الفلم أساساً.

هُم الهواة بحبهم للفلم، جنّدوا هواة جدد، متحفظيّ الرأي، الى صفوفهم. و أنا واحد منهم.

و على هذا الأساس قامرت هوليوود لتنتج الجزء الثاني.

قامرت و ربحت.



و اليكم الأسباب:

١) خُصِصَت ميزانية محترمة للفلم، ١٥٠ مليون دولار، تتوازى مع ضخامة فكرة المشروع.

٢) تم أختيار كادر فنيّ محترم يتفّق مع رؤية المخرج، و رغبة المُشاهد.

٣) تم إختيار مخرج ذو رؤية فنية و تاريخ مُشرِّف بأفلام الإثارة و الخيال العلمي (شاهدوا Sicario و Arrival).

٤) أحسن المخرج بتقديم عمل يوازِن بين رغبة هواة الأمس و مُشاهديّ اليوم. أرضى الجميع. فلم خيال علمي راقٍ لمشاهد اليوم، و فلم يوفي عِشق هواة الفلم الأصلي بكرم حاتم طيء.

٥) جعل المخرج من فلمه وريثاً صالحاً للفلم الأول. اإستغلاله للأجواء المثيرة، المشاهد الآخاذة مرئياً، التقنية العالية في مجال المؤثرات الصورية، و أخيراً و ليس آخراً .. كادر الفلم الأول.

٦) نص الفلم الذي قدّم إستمرارية ناجحة لأحداث الفلم الأول، و أحداث جديدة مُثيرة من الطراز الأول في الفلم الثاني.

٧) تناسب عطاء الكادر الفنّي مع جديّة العمل، ضخامة المشروع، و رؤية المخرج.

٨) المؤثرات الصورية و الطريقة التي تم تقديمها.



تدور أحداثه حول أسئلة.

أسئلة تخص سر دفين لثلاثين عاماً.

أسئلة قد تؤدي الإجابة عليها تغيير مفاهيم و مؤسسات العالم.

تدور ضمن عالم مستقبلي موحِش يرتدي رداء التقدّم العلمي بينما يتراجع واقعه الى مرحلة ما قبل التاريخ.



النتيجة؟

حسب رأيي غير المتواضع، هذا أفضل فلم إثارة و خيال علمي قد شاهدته منذ زمن طويييل.

يداعب ذكريات الأمس و يقدّم الجديد المثير اليوم. يعاصر تقنية الإنتاج الفني و خيال مُشاهِد اليوم، و يتفوّق عليه هنا و هناك.

أيقونة مرئية كسابقه يحوي إستخداماً للمؤثرات الصورية لم يفاجئني شيء مثلها منذ أغنية "أبيض أو أسود" لمايكل جاكسون عام ١٩٩١



طول الفلم ١٦٣ دقيقة.

تقريباً ثلاث ساعات.

يأخذ كل مشهد وقته ليترك بصمة في ذاكرة مشاهديه.

يتمنى هواة الفلم الأصلي لو كانت ٤ ساعات.



إخراج: دِيني ڤيلينوڤ Denis Villeneuve


تمثيل:

رايان گوسلِنگ Ryan Gosling

هاريسُن فورد Harrison Ford

آنا دي أرماس Ana de Armas

سيلڤيا هوكس Sylvia Hoeks

روبِن رايت Robin Wright

جاريد ليتو Jared Leto

تقييم الناقد ★★★★★




أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page