كان يا ما كان، في قديم الزمان فتاة تدعى نورما جين، كبرت لتصبح ماريلين مونرو، المرأة الأكثر جاذبية بالتاريخ.
لم تكن رحلتها سهلة، و شهدت مسيرتها العديد من المطبّات.
لجمالها و لشهرتها حيكت حولها و عنها الحكايات.
فلمنا اليوم هو إحدى هذه الحكايات.
يتعامل بشكل دقيق مع ماريلين الإسطورة و نورما جين التي تعيش بظلالها. يستعرض صعودها سلّم الشهرة نحو النجومية و الثمن الذي دفعته مقابله.
و يقدّم محطات مهمة متمثلة بعدة شخصيات بمسيرة حياتها، منها: امها، عامل المكياج خاصتها، زوجها جو ديماجيو، زوجها آرثر مِيللِر، الرئيس جون كينيدي، و أهمهم والدها الذي لم تلتق به بصغرها .. و الأثر الذي تركه كل واحد منهم عليها منذ الطفولة حتى نهايتها المؤسفة بسن السادسة و الثلاثين.
العمل مبنيّ على احداث غير حقيقية، لكنه ينجح بجمع عدة نقاط مهمة بحياة الفنانة و ظروفها و حياكتها بصيغة حدوتة مثيرة مشوقة و مهمة.
حوارات مثقفة تلائم الموضوع، الشخصيات، و العصر الذي جرت به الأحداث.
إبداع ثم إبداع بعمل المكياج.
تصوير رائع بكل شيء. مِن بُعد الكاميرا، الى مواقع الشخصيات بالصورة، الى زوايا التصوير، الى حركة الكاميرا، الى الإنارة و الظِلال.
إخراج إحترافي محترم مناسب حتماً و ملائم تماماً للإسطورة و حكايتها. عبقرية واضحة بطريقة تقديم الشخصية و سرد الحكاية (راقب حجم الشاشة و الألوان).
إختيار ممتاز للكادر التمثيلي الذي قابله ادائات أرى معظمها كأفضل نقطة بتاريخ الفنان و-او الفنانة.
لكن الفلم هو فلم دي آرماس التي قدّمت تمثيلاً إعجازياً يجمع بين مدى واسع للتعبير (ينافس ذاك لسترييپ و بينوش) -و- اداءً يطابق ذاك لمونرو لدرجة مدهشة منتهية بدور ساطع لن أستغرب اذا ما حصلت بسببه على تمثال ذهبي تقديراً لجهودها.
فلم مأساوي عظيم أعادني لتحف الزمان كـ"إختيار سوفي" و "فرانسيس".
بلا منازع، هو أفضل فلم تعامل مع موضوع-قصة ماريلين مونرو.
قصيدة شعرية تراجيدية لمعشوقة، قد لا تعتمد الحقيقة لكنها بالتأكيد تضيف فوق حكايتها و تزيد عليها بإطار الخلود.
غير عائلي، لكن ليس للدرجة التي اشيعت عنه.
سيناريو و إخراج: أندرو دومينيك Andrew Dominik
مقتبس من رواية بنفس العنوان للكاتبة جويس كارول أوتس
تمثيل:
آنا دي آرماس Ana de Armas
أيدريَن برودي Adrien Brody
بوبي كيناڤالي Bobby Cannavale
تقييم الناقد ★★★★★
Comments