ثلاثة أجيال. والديّ، أنا، و أطفالي. جلسنا البارحة و شاهدنا الفلم.
الكل ابتسم. الكل ضحك. الكل أستمتع.
و الضحك حقيقي، من القلب، لِمن يشاهده لأوّل مرّة (إبني)، لِمن يشاهده للمرة الثانية (إبنتي)، و لِمَن يشاهده للمرة الأكثر من العشرين (أنا و بقية أفراد العائلة).
ليس هناك مشاهد عنف. لا دماء، ولا قتلى، و لا أشلاء.
ليست هناك كلمات بذيئة، ولا حتى رسائل خفيّة مبطنّة.
ليس هناك سوى المتعة الحقيقية للتجربة السينمائية.
النكات و القفشات و الطرائف حقيقية، و هنا يكمن سر خلودها و الإعجاب بها من قبل عدة أجيال.
و ((( الوجود ))) الفني للشخصيتين الرئيسيتين.
و فوق هذا كلّه يحمل الفلم رسالة سياسية رائعة.
ربما ستبعدك الضحكات عن التعمّق بتفاصيلها، لكن عند تكرارك لمشاهدة الفلم (و انت ستكرر مشاهدته، أنا اضمن لك هذا)، ستجدها أمامك و بوضوح و بقوة.
صريحة، بسيطة، واضحة، و مؤثرة. ككل شيء آخر بالفلم.
و اذا لم يكن المحتوى الطريف و التمثيل الممتاز، متعة كفاية لك، دع الموسيقى و الأغاني تضيف فوق متعتك أضعافاً.
موسيقى تنسج بين ظرافة الفلم، أناشيد وطنية، و واقع القارّة الجريحة.
(راقب مشهد العمّال الأفارقة و هم ينقلون أقفاص الحيوانات الى السفينة. نشيد الوداع الذي يلقونه للحيوانات الأسيرة التي سينتهي أمرها حبيسة للأبد في حدائق الحيوانات)
و أخيراً بود سپينسِر يغني للأطفال و معهم برحلة الباص.
ها هنا صرح فنيّ خالد للكوميديا الأصيلة يرفع إصبعه الوسط لما يسمّى "بالكوميديا" هذه الأيام.
إخراج: إتالو زينگاريللي Italo Zingarelli
موسيقى: والتير ريزاتي Walter Rizzati
تمثيل:
بود سپينسِر Bud Spencer
تيرينس هِل Terence Hill
تقييم الناقد ★★★★★
Comments