العام الأخير من الحرب العالمية الأولى.
ألمانيا تحارب الحلفاء على أرض فرنسا.
يتسابق فتية ألمان للتطوع للقتال بالحرب، لدرجة تزوير موافقة ذويهم للإنضمام للجيش. روح شبابية تدفعها خطابات حماسية، تدريب لبضعة اسابيع، ثم ارسالهم للجبهة الغربية.
الجبهة، بالطبع و حتماً و بكل تأكيد، هي ليست ما تصورها الصبية المجندين حديثاً. هي أرض محروقة تفوح منها رائحة الموت يتقاسمها الطرفان المتناحران بمواضع لم تتغير خطوطها لأعوام. راحت ملايين الأرواح من الطرفين لغرض الفوز ببضعة امتار من الطين.
تُقتل النفس و تُكسر الروح لجيل بحاله فيستبدل طموحه بخدمة القيصر و شرف الدفاع عن الوطن و قهر العدو بمحاولة البقاء و الخلاص من منجل الموت الذي يحصدهم بشكل الطقس القاسي، الأمراض، شحة الطعام، عدو لا يرحم، و قادة اقل رحمة على جنودهم من العدو.
فلم حربي.
قصة عميقة شمولية بتفاصيل دقيقة و شخصيات حقيقية تستعرض محتواها بشكل ملحمي رائع. سردها يخطف الأنفاس و بأحداث تمسك كتف المُشاهِد و تهزّه.
موازنة عبقرية بين الدراما الحوارية و الأكشن، و كلاهما يفيض عَظَمة.
إختيار ممتاز للكادر التمثيلي، يقابله ادائات ساطعة بالأخص تلك لكاميرِر الذي أدى دور البطولة لدرجة الكمال.
تصوير يبدع بكل شيء. من حركة الكاميرا، الى زوايا التصوير، الى الإنارة و الظِلال، الى إختيار المناظر.
إخراج فاخر يجمع بفخامة بين صدق الأجواء و عمق الشخصيات لتقديم تحفة فنية للأجيال.
عنيف و دموي بدون كوابح.
يحوي مشاهد تاريخية. هنالك مشهد معركة استطيع بلا تردد أن أقارنه بذاك لإنزال نورماندي بفلم "إنقاد المكلّف رايان" (١٩٩٨).
بنهاية أسطورية.
لا استطيع بأن أقارنه بالأفلام السابقة التي بنفس العنوان و القصة، لأنه وحش مستقل بذاته.
هذا أفضل فلم حربي شاهدته منذ "الخط الرفيع الأحمر" (١٩٩٨) و أفضل فلم شاهدته لهذا العام حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر.
أعجبني جداً.
أستمتعت بمشاهدته جداً جداً.
أنصح به جداً جداً جداً.
تعامل معه النقّاد بإيجابية كبيرة.
يُعرف ايضاً بإسم All Quiet on the Western Front
إخراج: إدوارد بيرگر Edward Berger
مقتبس من كتاب بنفس العنوان للكاتب إيريش ماريا ريمارك.
تمثيل:
فيلكس كاميرِر Felix Kammerer
ألبريخت شوخ Albrecht Schuch
دانييل برووهِل Daniel Brühl
تقييم الناقد ★★★★★
Comments