تتقيأ المُدَرِّسة سونيا يومياً بسبب الضغط النفسي الذي يعرِّضها له طلّابها، و الدواء المهدّئ للأعصاب بالكاد ينفع معها.
فبمدرستها الحكومية العامة للمرحلة الإعدادية ..
بعض طلّابها يتحرشون بها عند دخولها الفصل.
و بعضهم يدعونها "عاهرة" لأنها ترتدي تنورة (نحن نتكلّم عن فرنسا اليوم).
و بعضهم يتركون رسائل بذيئة في خزنتها المدرسية.
و كلّهم لا يحترمونها.
و مدير المدرسة لا يسمع شكواها و يشتكي بنفسه من تنورتها (تنورة عادية الى الرُكبة) لأنها لا تتفق مع تربيته الكاثوليكية الشخصية المتزمتة.
و زميلها يتهمها بالتفرقة العنصرية لأنها "تجرأت" و سألته عن جلب القرآن معه الى المدرسة و هو لا يقرأه، و لا هو بمدَرِّس دين. يعني جايبه للفرجة.
و أحد طلابها يجلب معه مسدساً للفصل، و عندما تواجهه و تطلب منه أن يذهب الى المدير، يقول لها بوجهها انه يعرف عنوانها (يردده أمامها) و انه و زميله بالفصل سيغتصبانها الليلة.
هذا كلّه في العشرين دقيقة الأولى من الفلم.
أضِف عليها:
تمرد، ..
رهائن، ..
شرطي مفاوض (يتكلم بهاتف مع الرهائن، و بهاتف آخر مع زوجته التي تود تركه "بتلك اللحظة"!!)، ..
أهل الطلبة الذين يقسمون و يحلفون بأغلظ الإيمان أن ابنائهم الطلبة هم ملائكة على الأرض، ..
عمدة المدينة التي ترغب أن ينتهي الموضوع و بسرعة و بأي ثمن، ..
و أخيراً الإعلام ..
.. و تحصل على فلم سيأخذ منك حيزاً في النقاش و الجدل للأعوام العشرة القادمات.
تعود إيزابيل أدجاني، بقمة مستواها الأدائي، بعد غياب ستة أعوام لتلعب دور المُدَرِّسة الضحية المُرتبِكة، و لتحصل على خامس جائزة سيزار لأفضل ممثلة لدورها في هذا الفلم.
هذا فلم تراجيدي يُغطّي عدة مواضيع بالصميم بشكل مباشر و بقوة و يتطلّب منك المشاهدة للحظة الأخيرة لتكتمل عندك الصورة.
إخراج: جانپول ليليانفيلد Jean-Paul Lilienfeld
تمثيل:
إيزابيل أدجاني Isabelle Adjani
ديني پوداليديس Denis Podalydès
جاكي بيرواييه Jackie Berroyer
تقييم الناقد ★★★★
Comments