بهذا العمل نشهد عنصرين من عناصر جمال المجتمع الأميركي.
الوقوف أمام المرآة .. و .. الصراحة.
نشهدهما بصيغة هادئة، جميلة، صادقة مِن خلال ثلاثة رجال خدموا بحرب ڤييتنام يلتقون مرّة أخرى عام ٢٠٠٥، عندما يمر أحدهم بأصعب ظرف ممكن أن يمر به إنسان.
يشترك الثلاثة برحلة يسترجعون من خلالها حياتهم خلال العقود الماضية، و يعملون على التعامل مع موقفهم الحالي المتلخّص بنكبة رفيقهم بما تعلّموه من حياتهم ذاتها.
اهم ما يميز الفلم هو محتواه الدرامي العميق البالغ الأثر المُعامَل بلغة أدبية محترمة و حسن اختيار الممثلين.
تتناسب الأدوار مع الممثلين بهذا العمل الفني و كأنها بدلات فُصِّلت لهم عند الخيّاط. ملائمة، جيدة، دقيقة بكل المقاييس.
يقوم براين كرانستن بدور البالغ-المراهق الذي يُمثّل التعامل المتوجّب بين الضمير و الواقع بأية صيغة. لا يهم إن كان مِن خلال الصراحة المُطلقة أو النكتة العابرة.
بينما يقوم لورنس فشبُرن بدور الفرامل التي تحدد مِن جموح شخصية كرانستُن أثناء رحلتهم الفريدة.
و أخيراً ستيڤ كاريل بدور الرجل الذي خسر كل شيء و أكثر.
يُبدع الثلاثة لدرجة أجدها، برأيي غير المتواضع، أفضل نقطة بالسيرة الفنية لكل واحد منهم.
هو فلم درامي لطيف، راقِ المستوى، ممتع للغاية.
أنصح بمشاهدته، بشدّة.
هذا عمل آخر يعيد ثقة المُشاهِد بجودة الأعمال السينمائية و يدفعه لطلب المزيد.
إخراج: ريچارد لِنكلَيتَر Richard Linklater
عن رواية بنفس العنوان للكاتب داريل پونيسان Darryl Ponicsan
تمثيل:
براين كرانستن Bryan Cranston
لورنس فشبُرن Laurence Fishburne
ستيڤ كاريل Steve Carell
تقييم الناقد ★★★★
Comments