top of page

فلم Mindscape (٢٠١٣)

تاريخ التحديث: ٢٣ مارس ٢٠٢٣

معروف ايضاً بإسم Anna


رغم انني لا أحب أبداً أفلام الخيال العلمي التي تدور حول السفر عبر الزمن والعودة للماضي وتغييره أو القفز للمستقبل، إلا ان هذا الفيلم استطاع توظيف الفكرة بشكل مقبول جداً جداً ومميز جعلها مقنعة وممكنة التصديق، قد يأتي المستقبل بما هو شبيه لهذه الفكرة البراقة والمميزة.


تدور أحداثه في المستقبل القريب حول مجموعة من المحققين الذين يستخدمون طريقة جديدة في استجواب المتهمين في القضايا الجنائية عن طريق طقوس معينة تجعل المحقق يستطيع اختراق ذكريات المتهم في وقت الجريمة، وكأنها تُعرض أمام المحقق في شريط سينمائي، ولكن المشروع مازال في طور التجربة ولم يتم اعتماده بشكل رسمي أو اعتبار نتائج هذه الاختبارات كدليل يؤخذ به في المحكمة سواء لاثبات التهمة أو نفيها عن المتهم ولكنه يساعد فقط في تصوير وقت الجريمة لمحاولة ايجاد دليل مادي.



يُعد المحقق جون واشنطن (مارك سترونج) هو ابرز المحققين وأكثرهم مهارة في شركة التحقيقات الخاصة التي يعمل بها، واستطاع كشف حقيقة الكثير من المتهمين بعد اختراق ذاكرتهم، إلا انه يتعرض لأزمة نفسية بعد وفاة زوجته في حادث، حيث تتداخل ذكرياته مع ذكريات المتهم ما يسبب له سكتة دماغية تركته عاجزاً لعامين كاملين.

خرج من تلك الأزمة مدمر مالياً، ولا يجد امامه حلاً سوى بيع منزل الشاطيء الخاص به والذي يعتبره ذكرى لزوجته ويرفض بيعه. فيحاول العودة للعمل، حتى وان كان سيعمل في أي وظيفة ادارية وليس شرطاً أن يعود لمنصبه السابق، ولكن يعرض عليه رئيسه القديم عمل خاص، حيث فتاة تُدعى آنا جرين (تايسا فارميجا) تبلغ من العمر ١٦ عام فقط، ذكية وجميلة ولكنها تعاني من اضطراب نفسي ومتهمة بقتل زميلتها في المدرسة الداخلية.


تعاني آنا من أزمة نفسية بسبب هذا الاتهام وتضرب عن الطعام، كما يريد زوج والدتها ارسالها لمصحة عقلية، ولكن والدة آنا ترفض هذا الحل تماماً وتحاول تقويم سلوكها الغريب ويجدون أن الحل في المحقق جون واشنطن. وبالفعل تبدأ جلسات العلاج بين آنا وجون، يستطيع ان يخترق ذكرياتها وبالفعل يكتشف برائتها من التهمة المنسوبة إليها.

لكن شيء ما مريب يحدث، شيء مرعب ومقلق، شيء غريب وغير مريح في تلك الفتاة، فهي تحاول بشتى الطرق ايقاع جون في غرامها، فتتغزل به طوال الوقت وتعامله بنعومة فائقة، وتحاول أن تستميله إليها لتسيطر على قلبه وعقله وتجعله يخضع لكل رغابتها، تلك الفتاة ليست بريئة كما تبدو، فهي لديها قدرات عقلية فائقة و ذكاء شيطاني مبهر ظهر منذ أول سؤال ألقاه عليها جون لتجيبه اجابة الشيطان نفسه لم يفكر بها، فماذا سيكتشف جون فيما بعد؟


اداء تمثيلي مبهر من تايسا فارميجا في دور الفتاة البريئة الشريرة، حيث توحدت مع الشخصية وتقمصتها بشكل مقنع للغاية، كذلك كان النجم مارك سترونج.

ربما الفيلم في النهاية كان يحتاج إلى تجسيد بعض المشاهد الذي اكتفى فريق العمل بالحكي عنها وسردها في محاولة للالتزام بميزانية الفيلم المحدودة، إلا أن هذا لا يقلل من مغزى الفيلم وقيمته الفنية ومدى أصالة فكرته العبقرية الغير متكررة، وأرى أن هذا الفيلم من الأعمال التي تستحق إعادة انتاجها بميزانية أعلى ومدة أطول لتخرج في صورة أفضل تغطيها قيمتها الفنية المستحقة.


هو من الأفلام القوية والمتميزة لمحبي الخيال العلمي الخاص بالذاكرة، وننصحكم بمشاهدته بتركيز واهتمام واستمتاع بالأداء التمثيلي للأبطال والأسلوب الإخراجي المفعم بالحيوية و الفائق الجودة.


خيال علمي مقنع على مستوى الفكرة و التنفيذ.


تقييم الناقدة ★★★★



١١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page