أنضم مات أوكر لوحدة الإحتياط بالجيش لغرض مادي شهوراً قبل أحداث سبتمبر ٢٠٠١، فحصل ما لم يكن بحسبانه الشخصي و وجد نفسه منتقلاً مع وحدته لاحقاً الى العراق.
مشكلته هي أنه واعٍ زيادة، مطّلع و يفكر و يحسب .. و يحس بما حوله زيادة. أمور غير مرغوب بها عند الجندي الذي المفروض به أن يكون أداة للقتال ينفّذ الأوامر فقط. و هذا يدفعه للتهرّب من الحرب بأي ثمن.
تتعقّد مساعيه عندما تُرسَل وحدته الى بعقوبة لمساعدة وحدة القوات الخاصة لتثبيت الأمن بالمنطقة -و- مد يد العون لوحدة الهندسة العسكرية بمحاولة إصلاح و إعادة تشغيل محطة تصفية المياه التي دمرها القصف الجوي.
فلم حربي درامي ضمن إطار أحداث غزو العراق.
قصة جميلة تطرح محتواها بتوازن جيّد بين الأطراف المرتبطة بالحرب و بواقعية مقبولة، بتفاصيل دقيقة بعض منها جديد لم يطرح قبلاً بعمل سينمائي و بعض يتطرّق لنقاط مألوفة من وجهة نظر مختلفة.
سير أحداث مثير و مشوّق معزز بالمفاجآت و بناء متين للشخصيّات.
إختيار ممتاز للكادر التمثيلي للشخصيات الرئيسية، يقابله ادائات محترمة من أفراد الكادر.
أعجبتني حياديته المتحفظة. أعجبتني تفاصيله. و أكثر ما أعجبني به هو إستعراض الدوامة التي كانت هوية حرب تلك الأيام. فالغزاة دمرّت قنابلهم مصدر ماء الشرب، و الآن يحولون إصلاحه لكن يحتاجون عون المحليين. المحليون لا يثقون بالغزاة من جهة و يتفادون التعاون معهم خشية من رد فعل دعاة إستمرار الحرب، بوجود فرق إجتماعي ثقافي لغوي هائل بين هؤلاء و اولئك يحيل من أي تفاهم و-أو تقارب قريب الأجل. كل هذا و الحرب نفسها قائمة، .. قنابل و قنّاصة و إرهاب و عبوات ناسفة.
فلم رائع تحفّظي الوحيد عليه هو الكادر التمثيلي للأدوار الثانوية. معظمهم ليسوا عراقيين و اللهجة التي يتكلمون بها ليست عراقية تماماً، الأمر الذي يثير العجب (بهذا الفلم و كثير غيره) نسبة لوجود عدد هائل من العراقيين في الغرب بصورة عامة و في الولايات المتحدة بصورة خاصة يستطيعون تأدية أدوار بسيطة كهذه و بلهجة صحيحة.
أعجبني كثيراً و أستمتعت جداً بمشاهدته.
أنصح به.
كان معه النقّاد بين-بين.
لم يعجب به مصوتيّ المواقع الفنية الألكترونية.
إخراج: فيرناندو كويمبرا Fernando Coimbra
سيناريو: كرِس رويسنر Chris Roessner
تمثيل:
نيكولاس هولت Nicholas Hoult
لوگان مارشال گريين Logan Marshall-Green
هِنري كاڤِل Henry Cavill
تقييم الناقد ★★★★
Comments