top of page

فلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri (٢٠١٧)

هل يستحق المشاهدة؟

هناك جوابين.

نفس النتيجة.

فقط الأول مختصر و الثاني بالتفاصيل.



الأول هو: نعم. بالتأكيد. حتماً.

و الثاني هو: تدور أحداث الفلم حول أم تُفجع بفقدانها لإبنتها نتيجة جريمة بشعة تتجسّد بشاعتها على عدة اصعدة.

على عكس الأغلبية، لا تتقبّل الأمر كواقع حال بل تُثير كل ما حولها كالذي يطعن كورة النحل بالعصا. تتمثّل العصا بإعلان تضعه على ثلاثة لوحات مهجورة على طرف طريق منعزل، تهاجم من خلال الإعلان رئيس قسم شرطة بلدتها بتقصيره لإيجاد قاتل إبنتها.


هنا نتعرّف على أفراد شرطة البلدة المحدوديّ سعة الفكر و الإمكانيات القانونية لتلبية طلبها، و لا يؤدي وجود الإعلان على اللوحات الثلاث غرضاً سوى إثارة المشاكل معهم، و بالأخص شرطي معروف برعونته و رئيس قسم الشرطة الذي يتعاطف معه اهل البلدة لظروفه الخاصة.



و لا يكتفي القدر بدقّ مطرقته على رأس المرأة بخسارتها لإبنتها و عدم الوصول لأي نتيجة من خلال الشرطة، بل يزيد طرقاً من خلال تعامل أهل بلدتها العدواني معها، الإعلام التافه، و طليقها (والد إبنتها) الذي كان ينكّل بها ضرباً و إهانة.


و هنا يكمن اهم عوامل نجاح الفلم. الضغط المتصاعد على الشخصية الرئيسية و براعة التعاون بين النص و المخرج ليضع المشاهد في مكانها. (هذا أكثر فلم لاحظت مِن خلاله تفاعل المشاهدين بصالة العرض السينمائية مع أحداثه للعشرين عاماً الماضية)



يجمع الفلم عنصريّ الدراما و الكوميديا بشكل فريد، و لا يكتفي بجمعهما بل يحيكهما بضفيرة جميلة مُحكمة يتمنى مشاهِدها ان تستمر الى الأبد.

الساحر الأخّاذ بالأمر هو تقبّلنا و تفاعلنا كمشاهدين مع طرفيّ النقيض بين هذين العنصرين الذي يأخذانا من دراما مأساوية متطرّفة الى كوميديا حقيقية متطرّفة.

ستحزن. ستثور. ستضحك. من كل قلبك.


يتميز العمل هذا ايضاً بتصعيد ممتاز للأحداث. أمر يندر حدوثه في الأعمال الفنيّة، و بصراحة لم أشهد مثله منذ فلم "حريق المسيسيپي" عام ١٩٨٨ ..!



و للفلم بعض الإشارات الى أعمال المخرج تيرينس ماليك من خلال إظهار مشاهد طبيعية خلّابة تعرّف جمال الحياة تناقض الروح البشرية المظلمة التي تؤدي دوماً و حتماً الى الفناء.


الفلم هو فلم الممثلة فرانسيس مكدورمند التي تجسّد شخصية الأم المهزومة/الغارقة/المُتَشَبِثة بقشة التي لا تملك الأمل بل تحاول أن تجبر القدر أن يمنحها إياه.


قدّم بقية افراد الكادر التمثيلي عطاءً كريماً رفيع المستوى يشكرون عليه و بالأخص وودي هاريلسون بدور الشريف و سام روكويل بدور الشرطي الأرعن.



لو كان لك أن تشاهد فلماً واحداً بالعام و لا تستطيع أن تقرر، فدعني أدلّك. هذا هو الفلم الذي تبغيه.


ترشح لطن من الجوائز. منها:

ستة جوائز گولدِن گلوبز لأفضل مخرج، موسيقى تصويرية، فلم درامي، ممثلة (مكدورمند)، ممثل مساعد (روكويل)، سيناريو. فاز بالأربعة الأخيرة منها.

ترشح لستة جوائز أوسكار اساسية لأفضل فلم، سيناريو، تقطيع صوري، موسيقى تصويرية، ممثلة (مكدورمند)، ممثل مساعد (روكويل). فاز بالإثنتين الأخيرتين.

برأيي غير المتواضع، أستحق الفلم كل ترشيح ناله و جائزة فاز بها.


حقق عائدات مالية بمقدار ١٦٠ مليون دولار أميركي على شباك التذاكر مقابل ميزانية ١٥ مليون.



سيناريو و إخراج: مارتِن مكدونا Martin McDonagh


تمثيل:

فرانسيس مكدورمند Frances McDormand

وودي هاريلسُن Woody Harrelson

سام روكويل Sam Rockwell

پيتِر دِنكلِج Peter Dinklage


تقييم الناقد ★★★★★



أحدث منشورات

عرض الكل

Comentários


bottom of page