أفلام الجاسوسية.
من إطّلاعي أجِدها تُعَرَّف بواحدة مِن الصيغ التالية:
١) المبنية على أساس الأكشِن مضاف اليه لمحات كوميدية و مغامرات عاطفية. كل ما ذُكِر مبالغ به. كثيراً. أفضل مثال هو أفلام جيمس بوند.
٢) المبنية على أساس الأكشن (مبالغ به شيئاً ما، لكن لا تنس بأنه "فلم" قبل كل شيء) مع واقعية. الجيد منها يكون بدرجة من التعقيد الذي يتحدّى ذكاء المُشاهِد. أفضل مثال هو أفلام جَيسُن بورن.
٣) المبنية على أساس عالم الجاسوسية بتعقيد و ذكاء، تترك عند المُشاهِد واحد مِن ثلاثة إنطباعات.
الضجر (لتعقيد الفلم).
أو
الرغبة بمشاهدة الفلم مرّة أخرى (لفهم ما حصل بالضبط).
أو
الرغبة بمشاهدة الفلم مرّة أخرى بتفرّغ و تركيزٍ عالٍ، و حتى، ربما، تحضير ورقة و قلم، لأخذ ملاحظات.
فلمنا اليوم هو من النوع الأخير.
تدور أحداثه حول رئيس قسم المخابرات البريطانية خلال مرحلة الحرب الباردة في السبعينات، و شكّه (المبني على حقيقة أو وهم، لا نعلم) بأن أحد مساعديه الأربعة جاسوساً مزدوجاً.
الفلم مبني على رواية بنفس العنوان لمؤلف القصص الجاسوسية جون ليكار.
الذي يدعونا لعالم المخابرات الحقيقي، المدرسة القديمة التي تعتمد التحرّي و التدقيق و البحث لإيجاد الحلول و الحقائق.
يضعنا بالمقعد الأمامي لرحلة ملتوية تتخللها مداخلات فرعية، أحداث ثانوية، تجتمع كلّها لتعطينا .. الذروة .. الحل.
كحال كل شيء إنگليزي تقليدي، هو ليس بعمل مستعجل، بتسلسل أحداثٍ هاديء، عميق المعنى، ثريّ المحتوى، كنز تستطيع الإعتماد عليه كمصدر في المستقبل.
و لحسن طالعنا، نحن المُشاهدين، أن هناك ما يزال مَن يعطي العمل حقّه مِن ميزانية مقبولة، التمسّك بالقصة من غير عنتريات فارغة، و يوفّر كادر تمثيلي ملائم و بمستوى يليق بالعمل نفسه.
حُسن طالعنا لأنه يتعامل معنا بثقافة، يتحدّى ذكائنا، و يقدّم لنا عملاً فنياً جيداً يرضي رغبتنا بهكذا نوع مِن الأفلام.
أبدع المخرج من خلال إلتزامه بالقصة و إضفاء مشاهِد تشع ذكاء.
راقب أرجُل گاري أولدمان بمشهدين. جالس مع السكرتيرة السابقة، و حال إقدامه على كشف اللغز قرب النهاية.
راقب مشهد الطائرة، الذي برأيي غير المتواضع، أعظم مشهد إنتزاع إعتراف بتاريخ السينما.
و أود أن أحذركم، اذا لم اكن واضحاً كفاية، بأنه فلم من العيار الثقيل، يحتاج الى تفرّغ، تركيز، و متابعة.
هناك القصة المتعددة الأذرع كالأخطبوط، و هناك القفز بالأحداث بين الماضي و الحاضِر.
ترشّح الفلم لعدة جوائز منها ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار:
نص.
موسيقى.
أفضل ممثل - گاري اولدمان
هذا هو المرفأ الذي يستطيع أن يرسوا اليه رغابيّ معرفة عالم المخابرات الحقيقي، عالم الجاسوسية بفنونه، دقائقه، و مغرياته.
إخراج: توماس الفريدسُن Tomas Alfredson
عن قصة بنفس العنوان للكاتب John le Carré
موسيقى: ألبيرتو إيگلاسياس Alberto Iglesias
تمثيل:
گاري اولدمان Gary Oldman
بينيدِكت كومبِرباتش Benedict Cumberbatch
توم هاردي Tom Hardy
جون هُرت John Hurt
مارك سترونگ Mark Strong
كولِن فيرث Colin Firth
توبي جونز Toby Jones
كايَرين هِندز Ciarán Hinds
تقييم الناقد ★★★★★
Comments