top of page

فيلم Hindi Medium (٢٠١٧)

الأباء و الأمهات يبذلون قصارى جهدهم كي يجعلون من ابنائهم أشخاص افضل منهم، بل كي يجعلوهم أفضل من الجميع، يحاولون ويحاولون بدايةً من النفقات وحتى التضحية بأرواحهم وحياتهم حتى يتمكن أبنائهم من ايجاد مكان بين العباقرة والمتميزين، الأمر الذي يبدأ من ايجاد مقعد في أفضل مدرسة لتتحسن فرصهم الوظيفية في المستقبل، وليتحدثون الانجليزية بطلاقة ويتابهون بقدراتهم المتعددة.


ولكن ما الفائدة إذا نجح الطفل في المواد الاضافية ورسب في المادة الاساسية ألا وهي الانسانية والضمير؟ كيف يمكن أن يفخر الانسان بما يعرفه من لغات في حين أن تلك الفرصة لم تكن من حقه وحين يعرف أن والداه سرقوها من غيرهم .. هل سيستطيع أن يفتخر بأسرته وعائلته؟



تدور أحداث الفيلم حول أسرة ثرية. الأم تعليمها الجامعي متوسط والأب ليس متعلماً، إلا أنهم يمتلكون المال وتزوجا عن حب، حتى جاء موعد التقديم لابنتهم في المدرسة.

تحاول الأم التقديم لابنتها في أفضل مدرسة بالهند، فتختار افضل خمس مدارس وتقدم استمارة طلب التقديم، وهنا تبدأ الرحلة لقبول الطفلة في المدرسة، فالأب والام مستواهم التعليمي غير كافي لالتحاق ابنتهم بالمدرسة، كما أن مظهرهم الخارجي ينم عن تدني مستواهم الثقافي، فالثراء ليس كل شيء، كما أن تلك المدارس لا تقبل إلا الطلبة القريبين من المدرسة بمسافة محددة ما يتطلب من الأسرة الانتقال إلى منزل آخر.


ينتقل بالفعل الاب والام لمنزل جديد قريب من المدرسة، ويقومون باللجوء إلى مستشارة تدربهم على كيفية التعامل والظهور بأفضل صورة أمام لجنة المدرسة لقبول ابنتهم هناك، ويعملون جاهدين للحصول على الفرصة الذهبية لتعليم ابنتهم بأفضل مدارس الهند.


ولكن وبعد كل الجهود المضنية ترفض المدرسة قبول الطفلة للالتحاق بها بسبب مستوى الاسرة التعليمي.

فيحاول الأب اللجوء للواسطة من خلال أحد معارفه، ولكن مديرة المدرسة ترفض هذا الأسلوب تماماً، فيحاول تقديم رشوة لمديرة المدرسة في مشهد يفجر ضحكات المشاهدين، إلا أن المديرة ترفض هذا الأسلوب أيضاً.

فيتملك اليأس من الاسرة وتوبخ الزوجة زوجها باستمرار وتتهمه بعجزه عن حل تلك المشكلة العويصة، وتتهمه بالتسبب في ضياع مستقبل الطفلة، حتى يكتشفون عن طريق الصدفة البحتة أن هناك نسبة ٢٥% من الطلاب الذين يتم قبولهم مجاناً في المدرسة وفقاً لقانون "حق التعلم" الممنوح للفقراء، فتتقدم الأسرة في عملية احتيال وخداع كبرى بالتقديم للطفلة في فئة الفقراء بموجب قانون حق التعلم، الذي لا يهتم بكل تأكيد بمستوى الاسرة الثقافي والتعليمي، وبعد الانتهاء من التقديم وارسال الأوراق المزورة التي تثبت فقرهم، يكتشف أحد المدرسين التحايل على القانون وتقديم الكثير من الأثرياء لابنائهم في فئة الفقراء، فتطلب مديرة المدرسة التحري عن اسر الاطفال المتقدمين في فئة الفقراء، وهنا تتفجر الكوميديا حين تضطر الاسرة الانتقال إلى حي فقير بالفعل لادعاء الفقر حتى تنتهي التحريات، وتتقابل الاسرة من أسرة أخرى فقيرة يقدمون لابنهم في نفس المدرسة، ليبدأ الفيلم هنا وتبدأ رسالته الحقيقية.



الفيلم يوضح أنه لا فرق بين المدرسة الحكومية العادية والمدرسة الدولية، إلا في الامكانيات المادية، فكل ما تحتاجه المدرسة الحكومية هو بعض التبرعات كي تتحول إلى افضل مدرسة يُقبل عليها الطلاب والأسر.


يناقش الفيلم ظاهرة حب المظاهر الخادعة وأن امكانيات الطفل ومستواه التعليمي ليس له أي علاقة بالمدرسة التي يذهب إليها، فكثيرون هم الطلاب خريجي المدارس الدولية الذي لا يعرفون شيئاً، بالمقارنة مع عبقري آخر يتعلم في مدرسة حكومية، كذلك ناقش الفيلم نظرة الأثرياء للفقراء والادعاءات الكاذبة التي يتبناها أصحاب المناصب والمسؤولين عن تطبيق القانون، ويطرح سؤالاً مهماً وهو لماذا يظل الفقراء فقراء؟ والاجابة ببساطة لأنهم لا يستبيحون لأنفسهم ما هو ليس من حقهم.


طرح الفيلم المشكلة باستفاضة كبيرة وناقش عدة قضايا من خلال قضية واحدة، بل ولم يكتفي باستعراض المشكلة ولكنه عرض الحل أيضاً وهذا شيء نادر بكل تأكيد في السينما بشكل عام.


على المستوى الفني فالفيلم مبهر ومكتوب باحتراف عالي جداً، فالسيناريو دسم وبه عدة تحولات درامية تخدم مسار القصة بشكل رائع حتى الوصول في النهاية للحل العبقري والبسيط في نفس الوقت، كما كان الأداء مميزاً من الجميع.

اخراج مميز وصورة رائعة وموسيقى تصويرية مناسبة والاضاءة المميزة والحوار الرائع، فالفيلم حقاً مكتمل العناصر ومتقن الصنع يقدم تجربة مشاهدة ممتازة وممتعة.


فيلم مميز و رائع كوميدي ساخر من الدرجة الأولى لن تندموا على مشاهدته.


تقييم الناقدة ★★★★★



١٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentários


bottom of page