top of page

فيلم "بحبك" (٢٠٢٢)

حقق فيلم "بحبك" ايرادات ضخمة في دول الوطن العربي والخليج ، حيث قاربت ايراداته في مصر على ٢٦ مليون جنيه مصري، في حين تجاوزت ايراداته الدولية أكثر من ٢٠٠ مليون جنيه مصري حتى الآن.



مِن جهة، لدينا الاغاني المميزة التي تناسب الأفراح والاحتفالات بشكل كبير في الفترة القادمة، وبين نوعية الفيلم والذي ينتمي إلى الأعمال الرومانسية وحرص تامر حسني على دخوله منطقة لا يقبل عليها الممثلين والمنتجين إلا فيما ندر بالسنوات الأخيرة، ما يُعتبر شيء يُحسب له، كما أنه التقط بعض الكادرات المميزة وكانت الصورة جيدة جداً على مستوى الاضاءة وتناسق الالوان.


و مٍن جهة اخرى، لدينا:

مع احترامي لمجهودات الفنان تامر حسني ونجاحاته في شباك التذاكر في مصر والوطن العربي، فلا احد يستطيع انكار ما حققه من نجاحات مذهلة وأنه بالفعل من أنجح عشر مطربين وممثلين في العالم.

ولكن تامر حسني يحتاج إلى اعطاء الثقة في الآخرين بعض الشيء، فمن الممكن جداً أن يقترح فكرة العمل الذي يرغب في تقديمه ولكن ليس بالضرورة أن يكتب هو السيناريو والحوار كاملاً، فهنا لابد من وجود سيناريست متخصص ليكون على دراية وعلم بكيفية صنع البناء الدرامي وكيفية التمهيد للشخصيات، فلا يمكن أن تهبط علينا شخصية بشكل مفاجيء وبدون أي مقدمات، كما أنه لا يعرف بالطبع كيف يمكن تقديم الفكرة في أفضل صورة لها واعطاء كل شخصية حقها في الكتابة.


الحوار، مثل الديكور وحركة الممثلين وزواية التقاط المشهد وغيرها، يجب أن تكون موظفة درامياً، بحيث تخدم الصراع، فهي وسيلة وليست غاية. فالصورة الجميلة التي يراها المشاهد على الشاشة وتكوين الكادر ليست ذات أهمية ما لم تضف للدراما، والأمر نفسه ينسحب على الحوار. وأعمال كثيرة اليوم تعاني من ضعف بسبب استخدام الحوار بشكل مبالغ، والاعتماد عليه لشرح الصراعات وتبرير تصرفات الممثلين، بسبب عدم القدرة على الصياغة الدرامية، التي تكشف ذلك، وذلك ما حدث حين استخدم تامر حسني الحكي عن صدمته بعد ترك حبيبته الأولى له في حفل الزفاف، وحين بدأت تسرد هي ما حدث ظهرت في غرفة الفندق بمفردها وهي تفكر في اتخاذ القرار بدون مشاركة تامر حسني معها، أو اظهار رد فعله، وذلك بالطبع لأن شقيق تامر حسني هو المنتج ومشاهد الاحتفالات وحفلات الزفاف تكون مكلفة بسبب المجاميع وأجورهم وما إلى ذلك، ليضحى فريق بنقطة انطلاق الأحداث ومشهد محوري في العمل من أجل توفير النفقات.


كما يميل بعض الكتاب لاستخدام الحوار على لسان أحد الشخصيات لتأكيد معانٍ معينة أو التعبير عن موقف المؤلف، و قد أثير جدل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي على حوار الفيلم والذي تخلله عدة نقاط وابرزها تكرار الحِكَم والمواعظ بشكل ساذج وفوضوي بدون معرفة بكيفية ابداء النصيحة أو الحكمة، فالفيلم مكون من عبارات الهرج والمرج وبعض الأقوال المأثورة التي اقتبسها حسني من منشورات الفيسبوك، بل حتى أنه لم يحاول توظيف هذه الاقتباسات في مكانها الصحيح، فليس من المعقول أن يطلب شخص من صديقه ان يخبر احداً بحكمة عن طريق الهاتف!


فضلاً عن اصرار تامر حسني بمدح نفسه وشكله ووسامته طوال أحداث الفيلم عن طريق حوار صديقات هنا الزاهد، وكأن تامر حسني يصر على كتابة السيناريو والحوار لأعماله كي يرضي غروره.



الاخراج كارثي بالفعل وبالتالي كان المونتاج ضعيفاً، حيث اهتم تامر حسني بمشاهده فقط دون عن البقية، فكان يصنع لنفسه كادرات مميزة، كل كادر منها يمكن اعتباره بوستر الألبوم الجديد، فمعظم مشاهده في الفيلم خاصةً التي ظهر بها بمفرده، كانت تبدو و كأنه في وضعية من أجل التقاط صورة لبوستر، فضلاً عن تكرار جميع مشاهده من افلامه السابقة، بنفس الوضعيات و زوايا التصوير دون أي تغيير.


بالنسبة للأداء، لم يكن هناك أي اهتمام به الذي اخفق فيه الجميع دون استثناء، حيث كانت هنا الزاهد هي الأفضل قليلاً، إلا أن البوتكس أصاب ملامح وجهها ببعض الجمود، ولم يساعدها على اخراج كل انفاعلاتها بالشكل الأمثل لها، كما فقد تامر حسني قدرته على التعبير تماماً بسبب عمليات التجميل المتعددة التي أجراها لدرجة أن ملامحه تغيرت بشكل جذري، ما تسبب في سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا على تامر حسني (وائل كفوري بعد التجميل)، كما كانت هدى المفتي في أقل حالاتها الفنية فأدت دورها بمنتهى التصنع والتكلف ودون أدنى مجهود منها للتقمص واقناع المشاهد بأنها مريضة سرطان.


وُجدت مشكلات واضحة في المونتاج وهندسة الصوت، فسبق الصوت الصورة في بعض المشاهد، وتكبير الصوت لم ملائماً مع نوعية الحوار، حيث ظهرت بعض المشاهد وكأنها مدبلجة بأصوات أخرى غير أصوات الممثلين.


بسبب عدم خبرة تامر حسني الكافية لكتابة سيناريو وحوار عمل فني كامل، لم يستطع حتى أن يجعل العمل منتمياً لتصنيف واحد طوال أحداث الفيلم، فالنصف الأول من الفيلم من المفترض أنه كوميدي بعيداً عن انه اخفق في اضحاك المشاهدين، ولكن النصف الثاني من الفيلم وبالتحديد مع ظهور هدى المفتي حاول تامر حسني أن يجعل من الفيلم دراما رومانسية كئيبة و حزينة بحتة، فلم يمر مشهد بدون بكاء واحد من ابطال الفيلم الثلاثة.

فأنت لا تعرف كمشاهد هل تصنف الفيلم كوميدي أم دراما أم رومانسي كوميدي، بسبب هذا التغيير المفاجيء في سير الأحداث وهبوط الايقاع وانحرافه بدون اي تمهيدات لذلك.



حتى بوستر الفيلم كان غير موفق، فمن المفترض أن الفيلم رومانسي كوميدي، ولكن ظهر تامر حسني متصدراً الافيش وعلى جانبيه في الخلفية هنا الزاهد وهدى المفتي، فكان لابد من وجود لقطة رومانسية على البوستر تجمع بين الحبيبين مثل التحام اليدين معاً، أو النظر في عيون بعضهما فيما تظهر الحبيبة السابقة بينهم في الصورة ما يوحي بنيتها السيئة لافساد علاقتهم، بينما كانت تلك الوضعية الموجودة على البوستر لا توحي بأي شيء عن القصة.


على تامر حسني أن يفرق بين الاستظراف والكوميديا، بين الرومانسية والابتذال، وبين فن صناعة السينما وبين صناعة الكليبات الغنائية الهابطة، فمثلاً كل المواقف التي حدثت بينه وبين هنا الزاهد في نصف الفيلم الأول ليست لها أي علاقة بالرومانسية، بل كانت اقرب للتحرش ما يعني أن ما يٌعرض على الشاشة ما هو ابتذال لا يحترم الجمهور الناضج و يروج لعادات سيئة بين الشباب على اعتبار انها رومانسية وحب.


في النهاية فيلم "بحبك" عبارة عن عبث فني، وأقل مستوى فيلم قدمه تامر حسني في مشواره الفني، فجميع من شاهد الفيلم خرج من قاعة السينما في حالة صدمة وانزعاج، وبمجرد نزول تتر النهاية للفيلم هم الحضور للخروج من القاعة دون أن يستمعوا حتى لكلمات الأغنية الاخيرة بالفيلم، حيث كان بالفعل مستوى الفيلم متدني جداً وكان ذلك نتيجة طبيعية، حين يحاول مطرب أن يمثل ويؤلف ويخرج وينتج ويصمم الموسيقى التصورية ويمنتج، فالعمل خالي تماماً من أي وجهات نظر فنية من اشخاص ذوي التخصصات درسوا وفهموا كيف تكون صناعة السينما الجيدة.


تامر حسني لا يمكن أن ينجح في كل شيء.


تقييم الناقدة ★★




١٨ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

コメント


bottom of page