top of page

فيلم بيهتار (٢٠٢٣)

المعنى الحرفي للمأساة ومحاولة لنصر الخيانة.


العشق الممنوع من رواية الأعلى مبيعاً لمسلسل أكثر من ناجح لفيلم أكثر من فاضح!



من المعروف عن الدراما التركية منذ بداية غزوها للشاشات العربية أنها دراما تتسم بالعديد من مشاهد الرومانسية الجريئة، ورغم أنها كانت مشاهد مزعجة ولكن لم تتجاوز تلك المشاهد في جرئتها أكثر من القبلات، وحتى أنني أذكر الضجة الهائلة التي أثارها مسلسل "العشق الممنوع" بسبب كثرة مشاهد القبلات، وأتذكر أيضاً مشهد القبلة الشهير في مسلسل "زهرة الثالوث" الذي أثار ضجة اعلامية كبيرة وشهد تفاعل غير مسبوق من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي منتقدين المشهد بعد أن تجاوزت مدته أكثر من دقيقتين كاملتين.


ولكن بعد طرح فيلم بيهتار بطولة فرح زينب عبد الله وبوران كوزوم على المنصات الرقمية وما به من مشاهد ساخنة وفاضحة لدرجة مؤذية لعين المشاهد، فلا اعرف حقاً ما يحدث في السينما التركية مؤخراً بعد انتشار افلام المنصات وما بها من مشاهد قمة في الابتذال أصبح شيء غير مفهوم على الاطلاق، فهل أصحاب تلك المنصات يستغلون شهرة وشعبية النجوم الأتراك لتصوير مشاهد مبتذلة وفاضحة والترويج لكل ما هو مشين واباحي، حتى أن اختيارهم لقصة مسلسل "العشق الممنوع " لاعادة تقديمها في فيلم سينمائي كان اختياراً مقصوداً لأن القصة تخدم أغراضهم في الترويج للانحلال الأخلاقي، فأنا لم اندم في حياتي على مشاهدة فيلم بقدر ندمي على مشاهدة هذا الفيلم الأكثر من سيء والذي لا أجد مصطلح يعبر عن مدى تدني مستواه الفني.


إذا حاولنا النظر للفيلم بحيادية وتقييم عناصره الفنية، فلن تجد أيضاً ما يجعلك راضياً ويعوضك عن خسارة وقتك ومتعتك في فيلم لا نعرف حتى تصنيفه، فهل هو فيلم دراما أم فيلم اباحي أم تجريبي مسرحي ساخر، حيث تتوجه فيه البطلة بالحديث للمشاهدين طوال الوقت كأنها مُعلق خارجي لا تعنيه الاحداث أو راوي لها.


السرد المتسرع المفتقد للعمق؛ يدعونا لعدم التعاطف إطلاقاً مع كل الشخصيات، حيث اعتمد البناء السردي للفيلم على كونه مسلسل شهير من قبل، ولم يهتم بالتمهيد للأحداث والتبرير المنطقي للانعطافات الدرامية الحادة، لنجد العلاقات تتطور فجأة بدون سبب واضح، على اعتبار أن المشاهد يعرف الأسباب مسبقاً ولا داعي للكثير من السرد و اضاعة وقت المتفرج، رغم ان أي فيلم يتم اعادة انتاجه لابد لصناعه تقديم رؤية درامية مختلفة و معالجة جديدة للشخصيات ومراعاة قصر مدة الفيلم عن المسلسل ما يحتاج لضغط الأحداث بشكل أكثر منطقية ولا ضرر من تغيير بعض الأحداث الرئيسية لخدمة سياق الأحداث المضغوط كون صناع الحكاية مجبرين على انجاز القصة في أقل وقت ممكن.


ورغم احتفاظ صناع الفيلم طوال الوقت بنفس القصة ونفس الشخصيات، إلا أنهم قرروا دون أي مبرر درامي تغيير النهاية، فمن الأساس ما يميز قصة مسلسل العشق الممنوع هو مشهد النهاية العظيم الذي قدمته جميع النسخ المأخوذة عن ذات الرواية بنفس الطريقة واهتمت أن يكون كما هو سواء في المسلسل الذي تكون من ٦ حلقات وصدر عام ١٩٧٥، أو النسخة الثانية الشهيرة بطولة بيرين سات والتي صدرت عام ٢٠٠٨، أو حتى النسخة المكسيكية المقتبسة عنه والتي صدرت عام ٢٠١٣

حيث كان مشهد النهاية هو من أكثر المشاهد المؤثرة في المسلسل وهو ايضاً مشهد العبرة والعظة من الحكاية، حتى مشهد الجنازة يوحي لما يجنيه مرتكب الخطايا، ولكن كان مشهد النهاية في الفيلم مختلف تماماً دون حساب ولا حتى عتاب.

في النهاية تنتصر الخيانة ولا توضح لها أي عواقب أو جزاء، نهاية جعلت من الحدث الجلل مجرد حدث عابر وحققت البطلة وعد العار الذي ستجلبه لأمها.


فلا معنى أبداً لتغيير والغاء النهاية التي رفعت من أسهم الرواية والمسلسلات وأعلت من شأن قيمتها الفنية، فبدون هذه النهاية الأسطورية ربما لم يكن للمسلسل قيمة ومعنى، وربما لم يحقق كل هذا النجاح، خصوصاً أن موضوع المسلسل مركز جداً وليس به شخصيات كثيرة أو خطوط درامية فرعية يمكنها أن تجلب الاثارة للمسلسل، فقط كانت قصة بيهتار وبهلول وخوفهم طوال الوقت من انكشاف أمرهم، ثم مطاردة بيهتار لبهلول بعد ارتباطه بنهال، لتأتي النهاية المدمرة للجميع و المؤججة للمشاعر، لتعوض المشاهد عن الكثير من المشاهد المملة والحشو الدرامي الزائد والغباء الذي اتسم به اطراف الحكاية المغدورين، وتخبر المشاهد أن انتظاره للنهاية لم يكن عبثاً، وأن كل هذا التمهيد كان يستحق المتابعة لتحظى بأعظم مشهد ختامي في مسلسل درامي يمكنك مشاهدته.


العمل عبارة عن فرصة ضائعة كبيرة لتقديم رؤية جديدة لقصة شهيرة وجاهزة لا تحتاج إلا لتنفيذ جيد، ولكن خرج العمل في نسخة مشوهة من حيث القصة والسيناريو والحوار والديكورات والمونتاج وحتى الأداء الذي كان باهتاً لدرجة لم أشاهدها من قبل في أي عمل تركي، رغم المعروف عن النجوم الاتراك من قوة أداء وقدرة رهيبة على التقمص، خاصةً أبطال الفيلم.


حتى أن اختيار الابطال كان غير موفق بالمرة ولا يوجد بينهم أي انسجام أو كيمياء فنية، كما كانت الكيمياء الفنية متوهجة بين بيرين سات وكيفانش تاتليتوغ في المسلسل.


تقييم الناقدة


٧ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page