بدأت القنوات الفضائية عرض الفيلم المصري "صرخة ندم" بطولة الراحل عزت العلايلي ويسرا والدكتورة سميرة محسن وحسين الشربيني. من تأليف سميرة محسن وإخراج محمد عبدالعزيز، وهو فيلم غير مشهور رغم قصته المشوقة و الاجتماعية المميزة.
تدور الاحداث حول نادية (سميرة محسن) التي تعاني من اضطراب نفسي شديد بسبب خيانة والدها لوالدتها، ما يجعلها دائمة الشك في زوجها وتعامله بقسوة شديدة ودائماً عصبية حتى أن ابنائها لم يسلموا من تلك المعالمة الجافة الخالية من الحب والتفهم والاحتواء، حتى أصبحوا يخافون منها ويعانون من تبلد مشاعر نحوها.
وبسبب شكها الزائد في زوجها أحمد (عزت العلايلي) بدأ يخونها بالفعل مع سكرتيرته ويتعرض لحادث سيارة وكانت معه السكرتيرة ما يكشف أمر خيانته أمام زوجته التي تصاب بانهيار نفسي وتدخل في حالة اكتئاب شديدة، تبقى على إثرها في مصحة للأمراض العقلية.
يحاول أحمد مراعاة ابنائه في غياب زوجته لمدة عام كامل، ما جعله مشتت الانتباه دائماً ومقصراً في عمله، حتى تعود ندا شقيقة زوجته (يسرا) من الخارج بعد انهاء دراستها وتهتم بالأولاد رداً لجميل شقيقتها نادية التي ربتها منذ الصغر وعلاقتهم قوية ومترابطة.
فيقع أحمد في حب ندا بعد أن لاحظ الفرق الشاسع بينها وبين زوجته في كل شيء من حيث الهدوء والتفهم والاحتواء والحنان والتحضر وحتى الجمال، ليقرر الزواج منها، ولكن ترفض ندا هذا الأمر تماماً حرصاً على مشاعر شقيقتها، إلا أن الطبيب أكد لندا أن شفاء نادية مستحيل وانها لا تستجيب للعلاج، فتوافق ندا على الزواج من أحمد أخيراً، بعد أن طلق نادية نظراً لعدم امكانية الجمع بين أختين وفقاً للشرع.
وبعد مرور عام على الزواج وانجاب طفلة، تُشفى نادية بدون مقدمات وتتحول إلى ملاك وتحاول استعادة حب زوجها وابنائها لها وتطلب الخروج من المصحة، وهنا يجد أحمد وندا أنفسهم في مأزق لا يعرفون كيفية الخروج منه، ويقعان في حيرة بين أمرين أحلاهما مُر، فهل يخبرون نادية الحقيقة مع احتمالية تعرضها لانتكاسة أكيدة أم يخفون الحقيقة عنها و يستمرون في خداعها ...
الفيلم جميل ومشوق، لكن ينقصه بعض التفاصيل كي يصبح أكثر حبكة واقناعاً، و رغم ذلك هذا لا يقلل أبداً من جمال الفيلم و قيمته الفنية ورسالته العظيمة، كما كان اداء الابطال ممتازاً وكان الجميع في حالة تألق.
النهاية كانت واضحة بالنسبة للزوجة وكان واضحاً مصيرها منذ بداية الفيلم، ولكن لم تكن النهاية واضحة بشأن الشقيقة ندا والزوج وتأثير مصير نادية على حياتهما، فماذا سيحدث لهما بعد ما فعلاه في تلك المريضة والمسكينة، هل سيستمران في حياتهما بشكل طبيعي أم سينفصلان أو لن تعود الأمور كما كانت عليه ابداً ؟؟
السيناريو والحوار كان جيداً جداً باستثناء حوارات الأطباء عن حالة نادية المرضية وعدم وضوح نوع مرضها بالتحديد أو حتى أسباب شفائها منه ، وكانت هذه من أكبر الثغرات في أحداث الفيلم، كما كان التصوير متواضعاً وهو ليس مختلف كثيرا عن تصوير معظم افلام هذه الفترة.
تقييم الفلم ★★★
Comments