اسوأ عمل فني في مسيرة كيفانش تاتليتوغ.
يعتبر النجم التركي كيفانش تاتليتوغ الشهير عربياً بمهند من مسلسله "نور" وبعده مسلسل "العشق الممنوع" من اهم وأفضل نجوم تركيا، حيث قدم عدداً ضخماً من الاعمال الفنية التي يتمحور تقييمها بين الجيد والممتاز، فهو لم يخيب آمال جمهوره أبداً ودائماً ما حالف النجاح أعماله، حتى أقلهم نجاحاً لم يكن بقدر من السوء الذي يجعل الجمهور يندم على متابعته.
حيث كانت مسيرته الفنية حافلة بالنجاحات التي قدم من خلالها وعلى مدار أكثر من ١٥ عام، مسلسلات و افلام حظيت بالتقدير والاحترام من قبل جمهوره، ومنها ما حظي بنجاحات مذهلة وشعبية جارفة في جميع أنحاء العالم، منها مسلسلات "العشق الممنوع" و"نور" و"عودة مهند" و"خليل و ميرنا" و"ليث و نور" و"جسور وجميلة" وأخيراً "اصطدام"، حتى أن مشاركته في مسلسل "ايزيل" كانت مشاركة ممتازة رغم دوره الشرفي في الاحداث، كما قدم للسينما فيلمي "حلم الفراشة" وهو فيلم رائع ومميز وكذلك فيلم "هيا يا بني" الذي ناقش من خلاله كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد، وكان فيلماً رائعاً بحق.
إلا أن مشاركته الفنية الأخيرة مع منصة نتفليكس كانت مشاركة سيئة للغاية وخيبت آمال جمهوره الذي انتظره في فيلم جديد منذ آخر افلامه، حيث قدم مؤخراً فيلم عيد العشاق وهو المأخوذ عن رواية تركية شهيرة حققت أعلى نسب المبيعات.
و ذلك بعد أن تم طرح الفيلم يوم ٢ سبتمبر الماضي ولم يلق أي حفاوة أو ردود فعل ايجابية عنه، وحتى أنه لم يتصدر المراكز الأولى في الاعلى مشاهدات كغيره من الأفلام التركية التي تم طرحها عبر نتفليكس مؤخراً، و لم يأخذ حيزاً ولو صغيراً من احاديث المتابعين عبر صفحات السوشيال ميديا، وذلك بسبب رسالته المضللة وحذفه للكثير من المشاهد حتى ظهر وكأنه مبتوراً بدون أحداث وبدون قصة وعقدة ووسط ونهاية.
حيث اوضح الفيلم أن الاب يمكنه التخلي عن ابنائه كما يشاء بما انه لا يستطيع أن يتخلى عن حياة الترحال، وان الآلة الموسيقية يمكنها أن تكون أهم واغلى من الابناء ..!
الأب المريض الذي يعيش آخر ايامه ذهب لبيت ابنه بعد غياب ٢٥ عام دون أن يسأل عنه مرة واحدة، كي يلقي عليه نظرة قبل أن يموت، إلا انه لم يحاول أن يعتذر له أو يطلب منه السماح كما طلبه من النساء اللاتي عرفهن في حياته.
بل كلما حاول الابن أن يسأل والده لماذا تخلى عنه يجيبه لأنه فعل الصواب من وجهة نظره وكأنه ليس نادماً ابداً على ما فعله.
الفيلم يستعرض نموذج سيء من الابوة، وربما تكون الحسنة الوحيدة في الفيلم هي اظهار مدى قدر تسامح الابن مع والده ومحاولاته ان يكون رحيماً ومهذباً قدر المستطاع رغم جرحه الكبير من هذا الوالد، لكن الفيلم يبرر تخلي الاباء عن ابنائهم بحجة أن كلمة اب ليست كاملة. فيما كان العنصر الأفضل في الفيلم هو أداء كيفانش تاتليتوغ المميز والذي حاول جاهداً التعبير عن الألم و الحزن من خلال النظرات فقط بسبب انعدام الحوار في الفيلم والاكتفاء بجمل وعبارات قصيرة مقتضبة لا تعبر عن الحالة التي يعيشها الابن و لشعور بكونه فاقد للحب والاحتواء.
العمل عبارة عن فيلم صامت به بعض المناظر والكادرات، مع بعض الاغانيات وحوار قليل جداً، وأداء ضعيف من باقي الابطال، واعتمدت منصة نتفليكس الاعتماد كلي على شعبية بطل الفيلم كيفانش تاتليتوغ في انجاح العمل وتحقيق أعلى قدر من المشاهدات دون محاولة استغلال أي عناصر اخرى، رغم أن الرواية المأخوذ عنها الفيلم كانت رائعة بحق وبها الكثير من المعاني والمشاعر الجياشة والشخصيات التي اختفت في الفيلم تماماً حتى أصبح الفيلم سحطياً بلا هدف أو معنى.
تقييم الناقدة ★★
Comments