لجوني ديپ تاريخ حافل بالإسراف بالشرب و تكسير اثاث الغرف لسبب و لآخر. امتلئت الصحف و مجلات الفن بحقبة التسعينات بصولات و جولات الممثل الشاب (حينها مع صديقته عارضة الأزياء كيت موسس) و انتهت به لدفع تعويضات و حتى القت الشرطة القبض عليه نتيجة تصرفاته.
خلال الأيام الماضية تعرفنا على محتويات سمعية مسجّلة و شهادات شهود تشير الى تصرفات مشينة كان المسؤول عنها طليقته آمبر هيرد.
يعني للإثنين تاريخ.
و هذا التاريخ لا يهمني.
تفاصيل هذه المحاكمة و ما سبقها بقضية تشهير و طلاق اجد بها عدم إستساغة من متابعتها. أولاً لكونها أمور شخصية بين إثنين في منزلهما لا داعِ للعالم كله أن يتعرّف عليها، و ثانياً لكون دقائقها مزعجة لدرجة القرف.
لم أستطع تفادي سيل الأخبار التي تتابع تطورات القضية، لكني و للأسباب المذكورة توقفت تماماً عن محاولة التعرّف على أي شيء يخصها.
يبقى موضوع واحد أزعجني بحق بالقضية كلها، و هو السياسات الهوليوودية و موقفها مما حصل و التي تقدمتها سياسة "قطع الصلة" الفوري و خصّت جوني ديپ بالذات.
فما أن ظهرت اخبار مزاعم آمبر هيرد بالعنف المنزلي الذي اتهمت ديپ بتسليطه عليها حتى قاطعت ستوديوهات هوليوود كل تعاملاتها معه و تصرفّت و كأنه غير موجود حتى. من ضمن هذه المقاطعات، كان طرده من سلسلتين سينمائيتين شهيرتين: "وحوش مدهشة" مع وورنِر -و- "قراصنة الكاريبي". الأخيرة كان لديپ الدور الذي خلقها و اعطاها الشهرة لتستمر لخمسة اجزاء أنقذ جزئها الأول صندوق التذاكر الأميركي بعد تداعيه بأوائل الألفينات.
تناست هوليوود ثلاثة نقاط رئيسية مهمة:
١) المتهم بريء حتى تُثبت إدانته. اساس العدل بالدول المتقدمة.
٢) سماع طرف جوني ديپ من القصة، بل تمادى الكل بلا إستثناء لرفضهم سماعه.
٣) تاريخه الفني و المليارات التي حصدوها من اعماله.
الآن، عندما تعرّف العالم على ما اراد ديپ أن يقوله لأعوام، و بدأت كفّة الميزان تميل تجاهه، اخذت نفس هذه الستودويهات بعرض افلامه على منصاتهم. ايمان متناقض مُعيب لمعتنقيه، حيّ مقتبس بنقاء من كتابات جورج أورويل.
تفاصيل المحاكمة أمر منفر.
تصرفات هوليوود أمر مقرف.
اتمنى للأولى أن تتوقف و للثانية أن تزول.
Comments