top of page
صورة الكاتبسهيل عَمر

قصة Batman One Bad Day: The Riddler (٢٠٢٢)

عُرِفَ عن ذي رِدلر ("رجل الألغاز" كما سُميَّ بالمطبوعات المصورة) كونه المجرم الذي يشير الى جرائمه بلغز قبل إرتكابها. لبصمته هذه، تقاطع طريقه بطريق الوطواط الذي اشتهر بذكائه و براعته بالتحرّي.

فخُلِق نزال دائم بين الإثنين، يدفع الأول أن يزيد من تعقيد و صعوبة ألغازه يتحدّى بها الثان.


و نظراً لطبيعة إستعراض محتوى القصص المصورة حتى نهايات الثمانينات، أقتصرت جرائم رجل الألغاز على السرقات و التي يبادر الوطواط الى حلها و ارجاع رجل الألغاز خلف القضبان.

عرف القرّاء النهاية لكل مواجهة بين الإثنين، كل ما أختلف هو كيفية الوصول اليها.


لم يصمد تعريف رجل الألغاز مع تطوّر عالم الكومكس. و اضحى كشخصية إن لم نقل تافهة، فضعيفة لا مكان لها بالعالم المظلم الذي كان الوطواط و قصصه يغولون به.


اضمحل وجود رجل الألغاز تدريجياً، .. ثم أختفى.


عاد رجل الألغاز للساحة مرّة أخرى ببدايات عقد الألفينات بفضل الكاتب جيف لويب بقصة "هش" تحديداً. هنا تم تقديمه بصفة إضافية، صفة الذكاء الحاد، الذي -ربما- يفوق حتى ذكاء الوطواط و فوقها نكهة العصر من سوداوية و لوثة تجعله يقفز من خانة السارق الى خانة المخطط الداهية الذي لا يتوارى عن أرتكاب أي جريمة بأي مستوى لتحقيق هدفه.


بعدها بأعوام ظهر رجل الألغاز بوجه جديد. هنا تاب عن تاريخه الإجرامي و بدأ العمل كتحرٍ خاص، يعمل بصف القانون، و يساعد الوطواط بأكثر من مناسبة.

دامت هذه المرحلة قليلاً و انتهت دون أن تترك أثراً عميقاً على تاريخ قصص الوطواط.


ظهر رجل الألغاز مرة اخرى ضمن ال٥٢ الجديدة بقصة "العام صفر" حيث أعطاه الكاتب سكوت سنايدر موقعاً متصدراً بسير الأحداث و جعله المجرم الى يركِع مدينة گوثام امامه بينما يحاول الوطواط و حلفائه السعي لإيقافه.

قصة جميلة، أحداث رائعة، لكنها ما أن انتهت، حتى عاد رجل الألغاز الى الضلال.

و نفس الشيء حصل مع قصة "حرب الألغاز و النُكت".


ثم جاء الحدث الكبير بعالم القصص المصورة، ليس عن طريق القصص المصورة نفسها، إنما عن طريق الشاشة الفضية بفلم ذي باتمان عام ٢٠٢٢

فلم يعيد خلق اسطورة الوطواط و يعيد تقديمها بوجه جديد، و مَن هو المجرم العتيد الذي يتحداه؟ رجل الألغاز.


هنا تركّز وجود رجل الألغاز و جلس على طاولة الكبار بصحبة جوكر، ذو الوجهين، و رأس الغول.


بكل المراحل التي ذُكِرَت أعلاه بقيت نقطة مهمة جداً مفقودة حول شخصية رجل الألغاز تجعله أقل رتبة من نظرائه بعالم القصة المصورة. و هي انه ليس مجنون كفاية ولا دموي كفاية ولا مظلم كفاية كالذين يشاركونه الجلوس على الطاولة.


أحتاج رجل الألغاز لقصة بجذور عميقة بأساسٍ متين تعطيه ذاك الحق. احتاج لمرجع يملئ الفراغات و يعتبر كمصدر تعود اليه شخصية رجل الألغاز و تضعه بموقف خطير مخيف يحسب له الأبطال و عتاة الأشرار الف حساب بالحاضر و المستقبل. قصة تقلب الموازين، نقلة صريحة صاعقة لا رجعة منها، كما فعلت قصة "النكتة القاتلة" مع الجوكر بنهاية الثمانينات.


صدرت هذه القصة عام ٢٠٢٢

تحمل عنوان المقال.

ألفها أحد ملوك كُتّاب القصص المصورة المعاصرين: توم كنگ


مَن هو فعلاً رجل الألغاز؟

ما هي قُدرة رجل الألغاز الحقيقية؟ كيف استغلها خلال العقود منذ نزوله الساحة و بدأ بمواجهة الوطواط؟

ما الذي تغير اليوم و جعله ليس فقط مع نخبة مجرميّ عالم الوطواط بل بأعلى قائمة مجرميّ عالم دي سي بحاله؟

ما الذي فعله ليصل هذه المرتبة، .. و بجدارة و استحقاق؟!


كل هذه ضمن أكبر و أهم لغز حول رجل الألغاز. اللغز الوحيد الذي لم يحلّه الوطواط و الذي يبدأ بسؤال: كيف أصبح رجل الألغاز؟


قصة عميقة، عنيفة، مرعبة، دموية تسير احداثها بسرعة مخيفة بلا كوابح.

تجامل ثمانية عقود من تاريخ الوطواط. تعيد خلق شخصية المجرم و تضعه كتنين مارد على خريطة القصة المصورة اليوم و لعقود قادمة.

هذه "النكتة القاتلة" لهذا العصر.

هذا هو هانيبل ليكتر القصة المصورة.


أفضل قصة للوطواط للعشر أعوام الأخيرة.

لو كانت هناك قصة واحدة لا ترغب بأن تفوتك، فهي هذه.


تقييم الناقد ★★★★★



٥٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page