بالمسقبل غير البعيد ..
تتطوّر صناعة الروبوتات لدرجة لا يمكن تمييز الجديد منها عن البشر.
و طبيعي جداً أن يستغل البشر الروبوتات بالحرب، آخرها كانت حرب طاحنة تدمرت من خلالها دولة بالكامل و ملايين الربوتات. أستُخدِمَت سبعة روبوتات خاصة لكل منها قابلية الدمار لتحقيق النصر.
اليوم و بعد مرور ثمان أعوام على إنتهاء الحرب، تتواجد الروبوتات السبعة الخاصة بأماكن مختلفة من العالم، كل منها يعمل بمجال سلمي أبعد ما يكون عن الحرب. و بنفس الوقت يتنعمون، كحال كل الروبوتات بالعالم، بـ"حقوق" ضمنها لهم البشر.
يختلّ إستقرار الأمور بحادثتين، يُقتل على أثر أولها رجل و يتم تدمير أحد الروبوتات الخاصة السبعة بالثانية.
يبدأ گيزيشت، أحد الروبوتات السبعة الذي تقاعد من الحرب و بدأ العمل كمحقق جنائي بالشرطة الألمانية، بالتحرّي بالحادثتين.
لا يمض وقت طويل حتى يجد نفسه مقتفياً أثر سفّاح يستهدف زملائه السبعة و كل من عمل على تصميمهم و إنتاجهم.
مسلسل أنيمَي غموض و إثارة ضمن إطار الخيال العلمي.
قصته جميلة للغاية. متعددة الشخصيّات بأحداث تقفز بين الماضي و الحاضر، معقدّة تحتاج للتركيز على التفاصيل، تشد المُشاهد لمعرفة المزيد. حواراتها دقيقة يؤديها بإحتراف كادر تمثيل صوتي ملائم جداً للشخصيات.
رسوم، تلوين، و ديناميكية حركة بمستوٍ راقٍ يناسب قوة القصة.
إخراج رائع ينجح بخلق عملٍ مشوق (ماذا حصل؟ كيف؟ لماذا؟)، بأجواء بديعة ذكية العناصر (راقب شخصية الملك المهزوم، كم يشبه شكلاً قائد مهزوم بحربٍ بالتاريخ الحديث حقيقةً و الكيفية التي هُزِمَ بها)، بموازنة دقيقة بين اللغز (الذي هو ببطن لغز و الذي بدوره داخل لغز آخر)، الأكشن، و الدراما.
و ينجح أيضاً بإستعراض مشاهدٍ غاية الإبداع وقعاً، منها مشهد مقابلة بين المحقق گيزيشت و روبوت سجين (الروبوت الوحيد الذي أرتكب جريمة قتل لآدمي بالرغم من إستحالة الأمر ببرمجة كل الربوتات!) .. مشهد يقترب من فلم "صمت الحِملان" بأكثر من إشارة.
لا يفوّت.
مِن أفضل الأعمال من نوعه. هو أفضل أنيمَي شاهدته خلال عام ٢٠٢٣
غير عائلي.
يتألف من ثمانِ حلقات عُرِضَت بموسم واحد على منصة نيتفلِكس.
مقتبس من قصة مصوّرة -مانگا- بنفس العنوان للكاتبين ناووكي أوراساوا -و- تاكاشي ناگازاكي إنتاج عام ٢٠٠٣، التي أقتبست بدورها لمسرحية عام ٢٠١٥، و هناك مشروع لإقتباسها كفلم بالمستقبل.
تقييم الناقد ★★★★★
Comments