top of page

مسلسل الليلة واللي فيها (٢٠٢٢)

عناصر فنية جيدة تنقصها الحبكة.


حقق المسلسل العربي "الليلة و اللي فيها" بطولة زينة نجاحاً كبيراً وطاغياً ونسب مشاهدات مهولة عبر منصة شاهد، وذلك بالرغم من تسريب الحلقات عبر مواقع المشاهدة الاخرى.



في الحقيقة لا اعرف لماذا حقق هذا المحتوى كل هذا النجاح.

لا اعرف ما المبهر في الأعمال التي تتعارض إلى حد كبير مع العادات والتقاليد ومفاهيم الحلال والحرام وإن كانت ذات أهمية إلا أن الوسيلة الفنية والأداة الإبداعية لا تتناسب مع الموضوع المهم والدقيق، حيث شعرت أن المسلسل عبارة عن امرأة ارتكبت كل المعاصي والذنوب في ليلة واحدة. الكذب والقتل والخيانة الزوجية، ويا ليت حتى هذه الأحداث تمت كتابتها باحترافية، إلا أنها اعتمدت على كمية مصادفات مهولة لا يمكن تصديقها.

فلا توجد أي حبكة درامية للعمل على الاطلاق، فالقصة والأحداث وكل شيء تم بنائاً على المصادفات الساذجة الغبية، بدون أي تبرير منطقي لأي حدث وما تابعه من سلسلة أحداث أخرى.


ما افقد المشاهد قدرته على الاستمتاع بالعمل لأن الاستمتاع به سيتطلب منك أن تلغي عقلك، وتتقبل كل الحلول التي برّرها صناعه، وكل المصادفات الناعمة والخشنة التي بثوها في شرايين جميع المشاهد.


كما أن الشخصيات بينها من التناقض والصراع ما لا يسمح بوجودها كلها معًا منذ البداية كما في فيلم "أصحاب ولا أعز"، فهناك شخصيات آتية من الاستدعاء، وأخرى تعيش في الظلال المسكوت عنها.


علينا أن نشيد بمجهودات المخرج هاني خليفة الذي بذل حقاً جهداً خرافياً، في تكوين الكادر شبه الثابت دون الوقوع في الرتابة والملل، واستثمار كل شبر في الشقة، بما في ذلك غرفة النوم والأطفال والحمام والمطبخ والصالون.

كما رسم خريطة إضاءة تميل إلى التكثيف لا السطوع، وتناسب أجواء الغموض والصراع في مسرح الحوادث.

إضافة إلى الاشتغال على الممثل، والحركة في هذا الحيز الممسرح، بما يضمن حيوية المشاهد وسرعة الإيقاع.

و استطاع ادارة فريق الممثلين ببراعة فائقة، فالجميع كان متألقاً بطريقة غير عادية، أولهم بالطبع زينة التي قدمت أداءً لافتًا، لعله الأفضل في مشوارها، كذلك أدى الفنان علاء مرسي أدائاً لم يقدمه طوال عمره الفني، لدرجة انه أصبح اكتشاف جديد في الدراما المصرية، كذلك الرائعة سماح أنور و محمد شاهين.

الاستثناء الوحيد كان البطل مغني الراب ابو يوسف الذي كان اختيار غير موفق بالمرة ولا مبرر له، خاصةً أن هذا العمل هو ظهوره الأول بالدراما والدور الذي يلعبه كان مركباً وصعباً.


جاءت النهاية غير تقليدية و غير مكررة في الدراما المصرية بالأخص خليط بين القصاص القانوني و قصاص الضمير. لكنها كانت نهاية مناسبة للأحداث وجديدة إلى حد ما وتفتح المجال لوجود موسم ثاني.

أنا عن نفسي لا أحبذ فكرة تمديد المسلسل لأكثر من ذلك، لأن الكاتب لن يحافظ على اطار العمل ولا يمكن أن تتكرر ليلة أخرى بنفس الظروف وبهذا الكم من الجرائم في حياة البطلة، إلا إذا استطاع المؤلف ابهار جمهوره باسلوب عرض جديد، وهذا امر مشكوك به بعد المستوى المتدني في صياغة الأحداث للحلقات الثلاثة الاخيرة.


جاء الحوار جيدًا في تحريكه للدراما التشويقية/ النفسية، بخطوطها، إضافة إلى تعبيره عن الشخصيات ودوافعها وأزماتها النفسية.


في النهاية المسلسل جيد على المستوى الفني بعيداً عن جرأته و التقييم الاخلاقي له، واستطاع الحفاظ على التشويق و لاثارة لوقت طويل من احداثه، ولكن إذا اهتم الكاتب محمد رجاء بتفاصيل السيناريو أكثر من ذلك ولم يجعل من الصدفة هي مصدر تدفق الأحداث، ربما كان سيستحق العمل علامات أفضل.


تقييم الناقدة ★★★



١٢ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page