أثار مسلسل حكايات الذي يُعرض حالياً على قناة أون دراما جدلاً من قبل بعض رواد السوشيال ميديا، ومن أكثر الأسباب التي جعلت المسلسل مثيراً لهذا الجدل، هو اسمه الغريب، حيث يعتبر اسم المسلسل ككل "حكايات" بينما هو مكون من ٤٥ حلقة وكل ١٥ حلقة عبارة عن حكاية منفصلة تحمل اسم مختلف بين "حكايات جروب الماميز" و "حكايات جروب العيلة" و "حكايات جروب الدفعة" وهي الحكاية الأخيرة التي عُرضت مؤخراً.
وتسائل المتابعين عن سبب اسم الحكايات وشرط وجود كلمة جروب في اسم كل حكاية، وكانت اجابة البعض عن هذا التساؤل ان المسلسل يواكب العصر بشدة، فمن منا لا يمتلك على هاتفه جروب سواء للعيلة أو للدفعة أو للجيران أو للأصدقاء أو للعمل، والمسلسل يناقش ويستعرض مشكلة وجود جروب بغرض التواصل ما جعل الأسرة الواحدة تفقد التواصل مع بعضها البعض وتعتبر ان بضع رسائل على جروب الواتسآب هي كل ما تحتاجه الحياة لمد العلاقات الأسرية والحفاظ على صلة الرحم، حتى أصبحت حياتنا جافة بلا مشاعر وبلا دفيء، وحتى أننا لا نقدر القيم الحياتية ولا نعرف قدر وقيمة العلاقات في حياتنا.
فمثلاً نجد أن في حكاية جروب الدفعة بطولة شيري عادل ومحمد عادل وولاء الشريف أن الأصدقاء كانوا لا يتجمعون إلا حين تصر احداهن على ذلك وترتب لهم موعداً، وحين تعرضت تلك الصديقة لحادث ودخلت في غيبوبة لسبع سنوات، فقد الأصدقاء التواصل وانقطعوا عن بعضهم ولم يلتقوا مكتفيين بكتابة الأحداث المهمة وتسجيلها فقط على جروب الدفعة.
ما أثر على العلاقة الودية بين صديقتان مقربتان وجعل احداهن تقبل بالزواج من حبيب الآخرى غير مراعية لمشاعر صديقتها، بل واثر الأمر أيضاً على العلاقة الزوجية بين اثنين من الأصدقاء، حيث يعمل الزوج في الامارات طوال الوقت والطريقة الوحيدة للتواصل مع زوجته هي رسائل الواتسآب، ما جعلهم يفقدون مشاعرهم تجاه بعضهم تماماً ولا يعرفون حتى طريقة للحوار وسبيل للتفاهم بينهم.
اعترض بعض رواد السوشيال ميديا على اسم الحكايات وسخر البعض من الاسم مؤكدين أن الكاتب هاني سرحان انتقى بعض الأحاديث من جروبات هاتفه المحمول ونسج عليها بعض القصص المكررة، ليصنع مسلسلاً بلا معنى وبلا قيمة فنية حقيقية ما يدل على قدر الفقر الفني الذي تعاني منه الدراما المصرية مؤخراً، وعدم القدرة على استخدام الخيال للابتعاد عن حياتنا اليومية بما فيها من جروبات عائلية وعملية، ليجد المشاهد نفس الأحاديث اليومية المكررة معه في يومه العادي، في المسلسلات التي يتابعها ما افقده الفرصة للانفصال عن الواقع واخذ قسط من الراحة من متاعب الحياة مع مسلسله المفضل.
كما أن انتشار مسلسلات الحكايات مؤخراً و المسلسلات المكونة من ١٠ إلى ١٥ حلقة والتي تضخها المنصات كل يوم أصبح أمراً مزعج بالنسبة للمشاهد، حيث أصبح المشاهد غير قادر على التفاعل وبناء علاقة صلة بين شخصيات المسلسل كي يتعاطف معهم أو يكرههم، حيث يتابع الحكاية القصيرة في عجالة واحتمال انه يحذف منها بعض المشاهد لينتهي منها سريعاً يجعله غير مترابط مع الأحداث وغير متفاعل معها، ولا يستطيع استيعاب عبرات الحكاية وما بها من طرح قضايا هامة.
والدليل على استياء الجمهور من مسلسلات الحكايات هو عدم تحقيقها لأي نجاح يُذكر، بل وتحظى بنسب مشاهدة ضعيفة جداً، وتحظى بالقليل من الاهتمام والتفاعل على السوشيال ميديا، ولكن مازالت تصر شركة انتاج المتحدة على انتاجها نظراً لأنها قليلة الميزانية وتحقق ارباح جيدة مقابل تكلفتها الضعيفة، حيث لا تعتمد تلك النوعية الدرامية على نجوم الصف الأول الذين يحصلون على أكثر من نصف ميزانية العمل عادةً، ونظراً لقصر الحلقات لا تحتاج إلى التنقل في عدة أماكن للتصوير، ولا الكثير من الأزياء أو الديكورات المكلفة، فربما تكون تكلفة انتاجها لا تتجاوز نصف قيمة بيعها للقنوات.
تقييم الناقدة ★★
Comments