النسخة المصرية من المسلسل التركي حب أعمى
رغم ان معالم المسلسل العربي تغيرت تماماً عن المسلسل التركي "حب أعمى" و لكن بدا واضحاً التشابه الكبير بين أحداث مسلسل "ضرب نار" بطولة ياسمين عبد العزيز و أحمد العوضي و المسلسل التركي "حب أعمى"، حيث تشابهت القصة في الكثير من التفاصيل منها فراق البطلين لخمس سنوات، وانجاب طفل وكتابته باسم رجل آخر، والتأرجح بين العداوة و الحب، وزواج كل من الابطال بشخص آخر.
السيناريو:
تفاصيل كثيرة كلما شاهدتها تكتشف أنك أمام مشهد معاد ومكرر من مسلسل تركي، وليس مسلسل حب أعمى فقط ولكن مسلسلات أخرى كثيرة، فالعمل عبارة عن توليفة أو كولاج فني من بعض الحبكات والأحداث من المسلسلات التركية واعادة صياغتها في اطار مصري وليس مصري فحسب، بل شعبي ايضاً.
ربما استخدام هذه الطبقة والاستعانة بها من السيناريست ناصر عبد الرحمن والمخرج مصطفى فكري لينسخ منها شخوصه، بل واصراره على احتفاظ ياسمين عبد العزيز بنفس الطريقة الشعبية في حوارها وتصرفاتها حتى بعد ثرائها الفاحش، وكذلك جابر الكومندا الذي يجسد دوره أحمد العوضي كان الغرض منه اعطاء المسلسل طابع مصري بحت ليخفي معالم و ملامح الاقتباس الذي اعتمد عليه في كثير من الأحداث الرئيسية من المسلسل.
ربما تكون الأفكار ليست حكراً على أحد ولا امانع من استخدام فكرة وردت في عمل سابق واعادة صياغتها في عمل جديد، إذا كانت تلك الفكرة أو هذا الحدث سيخدم الخط الرئيسي للقصة.
الأداء:
لا داعي للمبالغات الدرامية وتفصيل العمل من أجل البطلة والمجاملة على حساب جودة العمل والمشاهد ، فالدور لا يناسب ياسمين عبد العزيز نهائي، وكان يحتاج الدور لممثلة أصغر سناً وأكثر رشاقة وأكثر جمالاً لتلفت نظر رجل أعمال كبير رغم أنها فتاة بسيطة جداً وتعيش في بؤس وحرمان، لا تهتم بجمالها ولا تتساهل مع أحد.
كذلك لم يكن أحمد العوضي مناسباً للدور أبداً، وفارق السن بينه وبين ياسمين واضح جداً، فضلاً عن امكانياته المحدودة شكلاً وأداءً، فالعوضي لا يمتلك أي كاريزما أو حضور أو وسامة حتى أن الشخصية المكتوبة له ليست مميزة لدرجة أن تجعل فتاة مضربة عن الزواج من أجل اشقائها تتراجع عن موقفها وتوافق على الزواج منه، كما أنه لا يجيد التفاعل مع أي مشهد، فهو صاحب التعبير الواحد وكل علاقته بالشخصية التي يؤديها أنه زوج ياسمين عبد العزيز في الحقيقة ولا يصح ان تحب رجل آخر غيره، أما عن القدرات الفنية فضرب بها القائمين على الصناعة عرض الحائط من أجل المجاملات الشخصية.
بالنسبة لماجد المصري كان جيداً في الدور، وباقي الأدوار كان جميعها جيدة وهذا هو الشيء المحزن بحق، أن الابطال فقط هم الغير مناسبين.
ولكن لماذا اصرار صناع الدراما على أن الفتاة الفقيرة لابد وأن تكون فتاة شعبية لا تستطيع الحديث إلا بالبلطجة والصوت العالي؟
لقد قدمت نجلاء فتحي دور الفتاة الفقيرة في أفلام الرداء الأبيض وحب لا يرى الشمس، ولم نشعر لحظة واحدة أنها ليست فقيرة ولم تضطر للوي لسانها أو المط في الكلمات وتغيير مخارج الحروف أو استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة لاثبات أنها فتاة فقيرة من حارة تتحمل عبء أسرة كاملة، حيث اضطرت ياسمين عبد العزيز لفعل كل ما سبق حتى تظهر في دور الفتاة الشعبية الفقيرة، ما اخذ وانقص الكثير من أدائها بسبب محاولاتها المستمرة للتركيز في طريقة الحديث الشعبية، لتفلت منها زمام الشخصية في أغلب الاحيان، بسبب عدم تركيزها.
فطبيعة الأدوار التي تحتاج إلى طريقة حديث معينة عادةً ما تؤثر على الممثل في الأداء، كما حدث مع الراحل أحمد زكي في فيلم "السادات" حيث أجمع النقاد على تقديمه أضعف أداء في هذا الفيلم لانه لم يكن يؤدي بل كان يقلد.
نهاية غير مرضية:
من الصعب أن يتقبل الجمهور موت شخصيات رئيسية في المسلسل الواحد، فما هو الاختلاف بين الواقع والدراما، فالجميع سيموت في الواقع ولكن في الدراما علينا اختيار مصائر مختلفة لأبطال الحكاية.
المسلسل مستواه كان ضعيفاً على كل المستويات سواء الاداء أو القصة والحبكة أو اختيار الأبطال، أو حتى النهاية، فضلاً عن الاضاءة التي لم تكن مميزة ولا حتى التصوير الذي لم يحظ بكادرات مميزة أو ألوان متناسقة، بالاضافة إلى سوء اختيار الأزياء التي اعتمدتها ياسمين عبد العزيز، حيث ظهرت في اطلالاتها غير موفقة على الاطلاق رغم ثرائها الفاحش.
ولولا عدم الاهتمام بكل هذه التفاصيل التي ذكرناها مع عدم تغيير النهاية، لكان المسلسل في مرتبة أفضل من ذلك.
تقييم الناقدة ★★
#ضرب_نار
Comments