رفقاً بأطفال الشوارع وصرخة في وجه المجتمع.
عُرضت يوم الجمعة الماضية الحلقة الأولى من المسلسل التركي الجديد "طيور النار" من بطولة ايلدا اليشان، هاندا سورال، إيلايدا أليشان، بوراك توزكوبران، بونجيك يلماز، و كوكبة من نجوم تركيا. لاقت الحلقة الأولى من المسلسل اشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشهدت تفاعلاً هائلاً بين رواد السوشيال ميديا.
بل وحققت الحلقة الاولى نسبة مشاهدة عالية للغاية و التي وصلت إلى تقييم ٨,٥% في فئة التوتال، وهي بذلك تعتبر أعلى نسبة مشاهدة تسجلها افتتاحية مسلسل في هذا الموسم، متفوقة بذلك على مسلسل "هذا العالم لا يسعني" في فئة التوتال.
وتفوق المسلسل على جميع مسلسلات يوم الجمعة وحصل على المركز الثاني في قائمة البرامج والمسلسلات الاعلى مشاهدة بعد مسلسل "طائر الرفراف" الذي يتصدر عادةً لمسلسلات يوم الجمعة والمتوقع أن يلحق به مسلسل "طيور النار" في غضون حلقات قليلة، ولم يتعجب الجمهور التركي و العربي من نجاح المسلسل، خاصةً وانه من انتاج بوزداغ، أفضل منتجي تركيا حالياً وهو منتج وكاتب في نفس الوقت و المشرف الأول على سلسلة "قيامة ارطغرل" و"المؤسس عثمان".
فضلاً عن أن كاتبتا المسلسل عائشة فردا إيريلماز ونهير إرديم تعتبران من أفضل كتاب تركيا من حيث أسلوب سردهما المميز للأحداث و تناولهما لأفكار جديدة في قصصهما و ناقشتهما لقضايا شائكة وحساسة وجريئة بعيدة عن المعتاد في الدراما التركية عموماً، و كان ذلك واضحاً في أعمالهما السابقة منها مسلسل "أشرح أيها البحر الأسود" الذي حقق نجاحاً باهراً داخل وخارج تركيا ونسب مشاهدات قياسية، كذلك مسلسل "الملحمة" من بطولة ايبرو شاهين والذي حقق نجاحاً لافتاً الموسم الماضي، وكذلك مسلسل "ابنة السفير" الذي حقق نجاحاً عالمياً مذهلاً و نسب مشاهدات عالية. فبعد كل هذا النجاح لكاتبات المسلسل أصبح المشاهد على يقين من قيمة المحتوى الذي تطرحه الكاتبات في كل عمل جديد لهما ما عزز الثقة بينهما وبين الجمهور.
هذه المرة تناولت الكاتبتان نهير وعائشة قصة جديدة ومختلفة وفتحتا ملف جديد وجريء لم تتطرق له الدراما التركية من قبل، حيث تدور أحداث مسلسل "طيور النار" عن أطفال الشوارع و ما يتعرضون له من مشاق وآلام، مما يناشد بمساعدتهم وكذلك يغير فكرة المجتمع التركي عنهم كونهم مجرمين، بل يوضح قدر عذابهم ويظهرهم في صورة الضحايا الأبرياء، وأن كل ما يرتكبوه من عنف هو بسبب ما يتعرضون له من أذى.
و يعتبر هذا المسلسل اهداء لكل أطفال الشوارع وصرخة في وجه المجتمع التركي في نفس الوقت، في لفتة رقيقة قدمها المسلسل في بداية الحلقة، حيث وجه صناع العمل اهداء لروح الطفلة التي فارقت الحياة متجمدة في عبارة هزت المشاهدين: "لذكرى الطفلة التي تجمدت على ممسحة بناء قيمته ملايين الدولارات" في اشارة قوية لرسالة المسلسل ومناشدة الحكومات ورجال الاعمال بتوجيه اموالهم وأموال الدولة في الاتجاه الصحيح لتكون الأولوية لهؤلاء الأطفال قبل انفاق الملايين على ابنية لا قيمة لها ولا تساوي شيئاً مقابل روح انسان فارقت الحياة وكان يمكن انقاذه ببضع ليرات وليس ملايين الدولارات.
المسلسل أيضاً يلفت نظر المسؤولين الاتراك لمدى سوء الرعاية والمعاملة في دور الايتام، فما الذي يجعل طفلاً يهرب من مكان يجد فيه الطعام والفراش والملابس ويلجأ إلى الشارع، إلا إذا كان يتعرض لسوء معاملة وقسوة ويعامل بطريقة غير آدمية على الاطلاق.
المسلسل مستوحى من بعض القصص الحقيقية لأطفال الشوارع فمنهم من تخلت عنه أسرته ومنهم من ضاع من أسرته ومنهم من اختطف ومنهم من توفت عائلته، وتدور الأحداث حول الفتاة جول عائشة التي توزع الملابس القديمة على أطفال الشوارع، ولكن تحدث مشاجرة و تتعرض للاصابة عن طريق الخطأ بسبب دفاعها عن أحد أطفال الشوارع، في الوقت الذي نكتشف فيه أن جول عائشة هي ابنة عائلة ثرية للغاية، وأنه تم اختطافها وهي رضيعة.
ولذلك يربي والدها نظام أغا، ابن عاملة المنزل كي يجعل منه ضابط شرطة ليساعده في البحث عن ابنته المفقودة منذ ٢٣ عاماً، وحين يتلقى بربوس الضابط بلاغاً عن الحادثة يذهب للمستشفى للتحقيق مع المصابة والتي يتفاجيء أنها نسخة طبق الأصل من زوجة السيد نظام أغا والدة الطفلة المفقودة والتي توفت في نفس يوم ضياع الطفلة، ليعيش السيد نظام حزناً لا ينتهي على ابنته وزوجته اللاتي فقدهن في نفس اليوم.
بنفس تظهر شخصية المُختَطِف تعلى حقيقتها، وانه يعطف على جول عائشة لشعوره بالذنب نحوها وبما كان يتوفر له من فرص للقيام بالشيء الصحيح، لكنه فعل العكس نسبة لحقده الدفين على طبقة الأغنياء.
تقييم الناقدة ★★★★
Comentarios