top of page

مسلسل قصة الأمس (٢٠٠٧)

عمل درامي محترف لا يٌنسى من ذاكرة الدراما مكتمل العناصر يُعد من أفضل اعمال الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، ورغم تكرار فكرته ومحدودية أحداثه وشخصياته القليلة جداً، حيث تسير الاحداث تقريباً في خط درامي واحد، إلا أنه استطاع أن يخلق أحداثاً ساخنة في جميع حلقاته بسبب الحوار الشيق الذي توغل في نفوس الشخصيات و اظهر دوافعهم و مبرراتهم، لدرجة أنه يجعلك كمشاهد تتعاطف مع كل شخصية، حتى الشخصيات السيئة.


سيناريو متماسك و قوي لا نرَ مثله في هذه الايام هو مصدر قوته الرئيسي و جعله بالفعل يستحق المشاهدة كلما تم عرضه وكأنك تراه لأول مرة.



تدور أحداثه حول قصة الزوجين أحمد (مصطفى فهمي) وزهرة (ألهام شاهين) اللذان يعيشان في الكويت وتعمل معهما الصديقة ميرفت (ميرنا وليد) التي يتوفى زوجها، في الوقت الذي تقرر فيه الزوجة زهرة العودة إلى مصر لتدخل ابنتها الجامعة في القاهرة، ولكن الوحدة وساعات العمل الطويلة التي تجمع بين أحمد وميرفت تجعلهما يقتربان من بعضهما أكثر، فيتزوجان سراً، إلى أن يكتشف رئيس مجلس الادارة للشركة تلك الزيجة ويسوء الموقف، فينفصل الزوجان ويعود الزوج احمد إلى مصر لبيته وأبنائه وزوجته زهرة، ولكن الزوجة الثانية المغدورة التي طلقها زوجها لأنها دافعت عن شرفها أمام الجميع و اعتبرت أنه خدعها واستغل وحدتها رغم أنها مسؤولة عن ما فعلت وارتكبت الخطأ بارادتها، تعود لتنتقم وتهدم الأسرة السعيدة أو التي تبدو سعيدة.


تألقت المخرجة انعام محمد علي في ابداع العديد من المشاهد ورغم ان المسلسل كان تقريباً خالياً من المشاهد الخارجية، إلا انها استطاعت تقديم صورة مبهرة وجميلة مشاهد لا تٌنسى منها مشهد تحطيم زهرة لشقة الزوجية بعد معرفتها بحقيقة خيانة زوجها لها، لتدمر كل شيء من شدة الغضب والحزن والألم في أداء لم تقدم مثله الهام شاهين فيما قبل ذلك أو بعد ذلك.



المسلسل دراما اجتماعية رومانسية راقية ورائعة فضلاً عن الموسيقى التصويرية الرائعة، فضلاً عن السيناريو والحوار للكاتب الرائع محمد جلال عبد القوي، ورغم الأداء المبهر من الجميع ولكني كنت أفضل ممثلين أصغر سناً من مصطفى فهمي وألهام شاهين، فمن المفترض أنهم متزوجين منذ ١٦ عام فقط وأنهم تزوجا عقب انهاء دراستهم مباشرةً ما يعني أنهم في أوائل الأربعينات ومصطفى فهمي والهام شاهين كانوا أكبر من ذلك بعدة سنوات في العام، كما أن المشاهد الرومانسية لم تناسب أعمارهم كثيراً، ولكن فيما عدا ذلك كان المسلسل رائع ودراما حقيقية مميزة تلمس القلوب والمشاعر وتدعو لقيم سامية منها التسامح والغفران واحترام الأباء وتقديرهم مهما فعلوا.


تقييم الناقدة ★★★★

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page