top of page
صورة الكاتبداليا محمد

مسلسل "لعبة قدري" (٢٠٢٢)

تاريخ التحديث: ٢٦ يناير

اعتبره من أجمل المسلسلات التركية التي عُرضت في الفترة الاخيرة، وعادةً اعتبر الأفضل بالنسبة لي هو الذي يستطيع أن يجعلني اتابعه حلقة بحلقة دون ملل وانتظر كل حلقة جديدة بشغف كبير، فالحوار المميز العميق والمشاعر الجياشة والسيناريو الممتاز مع اخراج رائع، ليصبح من المسلسلات التركية المكتملة العناصر في الفترة الاخيرة.



أحب هذه النوعية من المسلسلات الاجتماعية التي تناقش بين سطورها قضايا خطيرة ومهمة، فالعمل يناقش قضية الزواج المبكر للفتيات والشباب ما يجعلهم غير قادرين على تحمل المسؤولية الكبيرة، كذلك ناقش قضية معصية الاهل والاصرار على زيجة كانت واضحة نتائجها من البداية، فدائماً تكون نظرة الاهل للأمور أكثر وضوحاً ودقة، كما اظهر المسلسل العواقب الوخيمة التي قد تصبح نتيجة للانجراف وراء المشاعر والعاطفة و كيف يمكن لذلك أن يدمر حياة اسرة، كذلك استعرض العمل نتائج الزواج الغير متكافيء أو زواج المصالح الذي سينهار يوماً بكل تأكيد، كما يناقش مساويء الطلاق والانفصال بين الزوجين وتأثيره النفسي السيء على الابناء، كما سلط المسلسل الضوء على قضية الايتام و كيف أن حياتهم في دار الرعاية تترك في نفسهم أثراً لا يمكن محوه أو علاجه مهما مر الزمن.


به عدد من المشاهد الدرامية التي استحقت أفضل أداء من ابطاله، بل وأفضل مشاهد درامية في الموسم بأكمله، حيث نالت علاقة الاب جمال بابنته نرجس قسطاً كبيراً من الاحداث، وكانت العلاقة الأجمل والاكثر تعقيداً وتأثيراً في المشاهدين.


تدور أحداث المسلسل عن اسيا التي تعيش مع ابنائها نرجس وأوغور حياة الفقر المدقع بعدما تخلى عنها زوجها جمال، وتحاول أن تمضي قدماً بأيامها الصعبة وراتبها الضئيل دون شكوى، حتى ارتكبت ابنتها نرجس جريمة بعد قتلها لشاب حاول الاعتداء عليها، فتضطر الأم العاجزة قليلة الحيلة الهروب من المنزل والحي بلا مأوى أو مال.


تضطر لاحقاً بأن تدّعي بأنها زوجة شاب ثري لتجنّب مشاكل أخرى، يدفعه إحسانه وإعجابه بها لتأكيد الكذبة ويدوها للعيش معه بقصره الذي هو ليس بساكنه الوحيد، وبقية سكّانه ليسوا بنفس حماسه لإيواء اسيا.


فماذا يحدث في القصر الذي يعيش تحت سقفه كل هؤلاء وما يحمل بعضهم من ضغائن لبعضهم البعض؟

ماذا يحدث حين يعرف الأب ما حدث لأسرته عقب تركه لهم؟


تتصاعد الاحداث على وتيرة هادئة حتى لحظة الكشف عن كل شيء والوصول بالأحداث إلى الذروة ليتعقد الموقف تماماً.


اكثر ما اعجبني في المسلسل هو موافقة بطليه أكين اكينوزو وأويكو كارييل على تقديم دور الأب و الأم لابنة ذات الـ١٦ ربيعاً رغم أعمارهم التي لم تتجاوز الـ٣٣ عام في الحقيقة، في الوقت الذي نجد فيه الكثير ممن تجاوزوا الخمسون عام مازالوا يقدمون أدوار شبابية لا تليق بهم ابداً!


المسلسل مكون من ٢٦ حلقة عُرِضَت بموسم واحد.


له به شبه بمسلسل عربي بطولة فردوس عبد الحميد ويوسف شعبان اتعرض في مصر بعنوان "العائلة و الناس" وكان ايضاً مسلسل رائع لا يُنسى.


تقييم الناقدة ★★★★






٧ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page