top of page

مسلسل "ليه لأ" الموسم الثالث

منذ ما يقرب الشهر ويستمر الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول مسلسل ليه لأ بموسمه الثالث، من بطولة نيللي كريم و القدير صلاح عبد الله وعدد من الوجوه الشابة، حيث احتل اسم المسلسل الصدارة ضمن الموضوعات الأكثر بحثاً ورواجاً على الموقع العالمي جوجل الاشهر للبحث والتقصي حول العالم.


ولكن حظى الموسم الثالث من المسلسل بردود فعل سيئة بسبب المط والتطويل في الأحداث رغم أن المسلسل لم يتجاوز الـ١٥ حلقة، حيث بدأ الموسم الأول الذي قدمته أمينة خليل و الذي روج لفكرة تحرر المرأة من كل قيودها النفسية والمجتمعية والأسرية بطريقة خاطئة لم تنل اعجاب المشاهدين رغم ما حققه المسلسل من ضجة كبيرة وكان متصدراً لحديث النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


في حين أن الموسم الثاني الذي لعبت فيه دور البطولة النجمة منة شلبي، كان هو الاكثر شهرة والأعلى مشاهدة والذي لاقى ردود فعل ايجابية بسبب قضيته الانسانية التي عرضها والتي دارت حول التبني لدرجة أن معدلات تقديم طلبات التبني لدور الايتام ارتفع بنسبة كبيرة بعد عرض المسلسل مباشرةً.


ولكن كان الموسم الثالث ضعيف على جميع الأصعدة والمستويات، حيث هاجم النشطاء المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الفكرة المستهلكة والتي لا يوجد مبرر في طرحها من الاساس، خاصةً وأن نسبة المطلقات ارتفعت بشكل مخيف في مصر، وبالتالي لم تُعد المطلقة تلقى النظرة الدونية التي يطرحها المسلسل، ولم تُعد منبوذة بهذه الطريقة البشعة والمبالغ فيها التي صورها المسلسل، حيث تميزت سلسلة "ليه لأ" بطرحها الجريء لقضايا حساسة وشائكة ولم تطرحها الدراما المصرية من قبل وأن اختلف البعض على الأفكار التي يروج لها العمل، ولكن جاء هذا الجزء على شاكلة كل مسلسلات السنوات.



الجزء الثالث من مسلسل "ليه لأ" سلط الضوء على شخصية سيدة تُدعى شيري، تقوم بالتضحية بالعديد من الأمور في حياتها من أجل نجلها الأكبر، لكنه يعرضها بدوره إلى العديد من الأزمات لاعتقاده بأنه "رجل المنزل" بعد انفصال والديه، وهو ما يجعله يتصرف بشكل فردي، لنشاهد الأزمات التي تحيط بحياة شيري بعد الانفصال والصعوبات التي تواجهها من أجل تربية ورعاية ابنها وابنتها.


المسلسل كعادة بعض الأعمال التي طرحت مؤخراً، ناقش معاناة الأم مع أبنائها الشباب وحالة التدليل الزائد الذي يحظى به الأبناء الذكور مقارنة بالفتيات، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك سلبا على الأبناء بشكل عام وتحصد الأم نتيجته كذلك.

فنرى شيري بعد فترة من الانفصال عن زوجها تعود لتدخل في قصة حب جديدة لكنها تخشى مصارحة ابنها بهذا الأمر نظرا لتعلقه الشديد بها وغيرته عليها لتصبح بين نارين، نار حبها لابنها الشاب الذي لا تطيق أن يكون مستاءا بسببها، ونار عدم قدرتها على الابتعاد عن الشخص الذي تبادله مشاعر رومانسية رقيقة.


القصة ليس بها أي جديد، ومثلها مثل الأعمال التي شجعت المرأة على البدء من جديد بعد الانفصال رغم الصعوبات، فأنت تشعر وكأنك تشاهد حكاية أخرى من حكايات مسلسل "إلا أنا" أو "زي القمر" أو نسخة ثانية من مسلسل "البحث عن علا"، و لكن ربما تتم مناقشة القصة من زاوية جديدة و هي رفض الابن لارتباط والدته وما ينتج عن ذلك من مشاحنات قد تدمر الأسرة بأكملها.


يعاني الموسم الثالث بوضوح من سيناريو مفكك، حيث كثرة المشاهد الطويلة من دون داع أو هدف، وكذلك الأداء الباهت ، حتى أن أداء نيللي كان متواضعاً جداً مقارنة ببطلات المواسم السابقة.

حتى ان كثير من الحوارات كانت سخيفة ومملة وليست على قدر حدة الموقف، مثل مشهد مواجهة الابنة لاهمال والدتها لها، بل أن هناك الكثر من المشاهد التي ظهرت وكأنها مبتورة وتم اقتطاعها فجأة رغم أن مازال للحديث بقية ما ينم عن عيوب واضحة في المونتاج، وهو ما كان مثار انتقادٍ للمخرجة نادين خان المعروفة بحسن إدارة طاقم العمل وإخراج أفضل ما لديه، وكذلك المؤلفة مريم نعوم ذات الباع الطويل في تشريح الشخصيات وحساسية الحوار.


في النهاية الموسم الثالث من "ليه لأ" هو أضعف الأجزاء حتى الآن وأقلها من حيث الجودة والفكرة والأداء، وأتمنى ان يكون الموسم الرابع على مستوى فني أفضل من ذلك، فهذا ليس دليلاً على التدهور التدريجي للسلسلة، حيث كان الموسم الثاني أفضل من الأول بمراحل.


تقييم الناقدة ★★

١٢ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

コメント


bottom of page