top of page

مسلسل نابليون والمحروسة (٢٠١٢)

تاريخ التحديث: ٣١ يوليو ٢٠٢٢

هذا المسلسل اعتبره من أروع ما قدمت الدراما المصرية بحق، تحفة فنية لن تتكرر، منتهى الدقة في اختيار التفاصيل، من ملابس و ازياء مميزة و مبهرة اتسمت بالدقة التاريخية لملابس المصريين في تلك الفترة، بالاضافة إلى أماكن التصوير المختارة بعناية والاضاءة وطريقة الحوار التي ناسبت الحقبة الزمنية تماماً حتى اختيار الاسماء للأبطال ، فهناك جودة غير عادية في الصنع واتقان لا مثيل له في تقديم صورة ومضمون باهر ينافس وبشدة الأعمال الاجنبية.



مزج عبقري بين الحياة الاجتماعية للمصريين والأحداث التاريخية لفترة الحملة الفرنسية على مصر، أداء عبقري من كل الممثلين المشاركين، شريف سلامة الرائع دائماً وفرح يوسف التي ابهرتني في هذا الدور وكنت لأول مرة أراها في هذه الحالة من التقمص و التعايش مع الشخصية.


ليلى علوي التي لم تعجبني معظم اختياراتها في العقد الأخير، إلا أنها كانت الأفضل والأفضل عن جدارة واستحقاق في هذا الدور، فيكفي نطقها للغة الفرنسية الغاية في الاتقان والدقة، وكأنها وُلدت في فرنسا، بل أنها أدت مشاهد كاملة باللغة الفرنسية ولم يتأثر احساسها أو درجة أدائها بمحاولات اتقانها للغة ابداً، وهذا هو الاحتراف الحقيقي للممثل.

بل أنها و رغم كتابة اسمها الأول على تتر المسلسل، إلا أن مساحة دورها كانت صغيرة وظهورها كان قليلاً جداً، فكانت تظهر في مشهدين كل حلقتين أو ثلاث، واتاحت الفرصة لغيرها من النجوم الشباب الذين تمحورت الأحداث حولهم بشكل أكبر، لتضرب ليلى علوي مثلاً رائعاً للفنانة الواثقة من نفسها والتي تعرف قيمة ما تقدم وقدر العمل الفني الذي تشارك فيه، ولم تلهث وراء مساحة الدور وعدد المشاهد كما يفعل غيرها من محبي الظهور على حساب غيرهم لدرجة حذف بعض المشاهد للزملاء والتحكم في كل كبيرة وصغيرة لفرض أنفسهم على الجمهور وارضاء غرورهم من أجل الشعور بنجومية كاذبة ومزيفة.



شيء وحيد يعيب هذه الملحمة التاريخية الاجتماعية النابضة بالحياة والمتحدثة عن هموم الوطن، وهو النهاية التي كانت متسرعة قليلاً ومفتوحة دون سبب أو مبرر درامي لهذا، فالعمل كان يحتاج لثلاث حلقات أخرى لينتهي بشكل منطقي، خاصة ونهاية الحملة الفرنسية كانت محسومة وليست من الأمور التاريخية التي لم يتم البت فيها كي ينتهي العمل بتلك النهاية المفتوحة التي تحتمل كل الاحتمالات، فالمسلسل انتهى فجأة بدون ان ينتهي أي من الخطوط الدرامية الموجودة في المسلسل أبرزها الخط التاريخي برحيل الحملة الفرنسية عن مصر، ولكن هذا لا يقلل من المسلسل ولا يمنع الاستمتاع بمشاهدته.



تحية لكل صناع هذا العمل الملحمي العظيم الذي لا يعرفه الكثيرون والذي استحق الحديث عنه، وتحية للمخرج الرائع القائد شوقي الماجري.


تقييم الناقدة ★★★★

٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios


bottom of page