top of page

مسلسل يوتيرن (٢٠٢٢)

دراما عائلية مسلية بدون حبكة درامية أو شخصيات حقيقية.


من المسلسلات التي جذبت انتباهي منذ طرح البرومو الخاص به، هو مسلسل "يوتيرن" بطولة ريهام حجاج، حيث اشتاق المشاهدين إلى الدراما الاجتماعية العائلية والتي ظهرت منذ عرض الحلقة الأولى، حيث اجتماع العائلة والاحتفال بحفل زفاف البطلة يارا.


ثم الاحتفال بعيد ميلاد والدة يارا بعد ثلاث سنوات ومازالت العائلة مجتمعة، ولكن بعد الحلقة الأولى يظهر كل شيء، فتلك الاجتماعات العائلية ما هي إلا مجرد شكليات و مظاهر كاذبة، فلا أحد يحب الآخر، والجميع يحسد ويكره ويمثل الوفاء في حين أنه يدبر الخطط والمكائد للانتقام من البطلة التي لم تفعل لهم أي شيء، إلا أنها الأكثر ثراءً، والأكثر جمالاً، و لأكثر حظاً.



تلك هي القصة التي استخلصها الكاتب أيمن سلامة من منشورات الفيس بوك التي انتشرت قبل شهر رمضان في مصر عن حقد الفقراء على الاثرياء بدون أسباب، في حين دافع البعض عن الفقراء مؤكدين أن هذا الحقد ليس بلا سبب وانما نظراً لمعاملة الأثرياء القاسية لهم ومحاولة اذلالهم بشتى الطرق والتكبر عليهم، وتبادل الأثرياء والفقراء المنشورات كلاً منهم يحاول اثبات وجهة نظره.



ليستخلص الكاتب أيمن سلامة مادته الدرامية من تلك المنشورات، بدون المحاولة لربط الأحداث درامياً بشكل صحيح، حيث لم ينجح العمل فى تجاوز التفاصيل التى تبدو غير مقنعة وغير منطقية، وحتى عدم الاهتمام بذكر المببرات الدرامية للأحداث أو التمهيد الصحيح لها، حيث نجد البطلة تعود إلى منزل زوجها فجأة بدون ذكر أي سبب لذلك بعدما قام باهانتها، لمجرد أن تراه وهو يخونها مع صديقتها المقربة.


كذلك ظهرت ريهام حجاج في العشر حلقات الأولى في أكثر من مشهد وهي تقود سيارتها وتضع مساحيق التجميل في مرآة السيارة بدون أي مبرر درامي لاقحام هذه المشاهد سوى زيادة مشاهدها بكل الطرق الممكنة لتشعر أنها البطلة.


وللأسف أن أيمن سلامة كتب شخصيات تقليدية وكارتونية وبلا دوافع أو مببرات عديمة المنطق و تعج بالقفزات المتطرفة، حيث كان عدم المنطق حليفاً لتصرغات كل الشخصيات مثل شخصية الزوج يوسف (أيمن قيسوني) الذي دائماً ما يتحدث عن الدين والحلال والحرام وحرصه على الحفاظ على سمعة العائلة مع شقيقته المنحلة وموقفه منها، إلا أنه حين يسمع أن زوجته على علاقة بابن خالتها ويصدق هذه الادعاءات عنها، لم يكتف بطلاقها، إلا انه قام بتلفيق تهم لها، وقدم بها بلاغاً في قضية زنا وفضح أمرها في كل مواقع الاخبار، وجاء بشهود ملفقين ليثبتوا عليها التهمة ليتحول شرفه إلى سيرة على ألسنة الجميع، فكيف يتحول هذا الزوج العاشق والمحترم وذو الرجولة كما وصفوه دائماً منذ بداية العمل إلى هذا الرجل النذل إلى هذا الحد؟



كذلك الصديقة أميرة (نانسي صلاح) التي دبرت المكيدة ليارا كي تتخلص منها وتتزوج هي من زوجها الذي تعشقه منذ سنوات، ولكنها في الوقت ذاته تدخل معه في علاقة محرمة وهي تعرف أنه لن يتزوجها بعد ذلك، فكونها امرأة لعوب إلى هذه الدرجة وتفهم جيداً أن ما يلفت نظر يوسف في المرأة التي يحب أن يتزوجها هو اخلاقها، فلم يكن عليها أن تتصرف معه بهذه الطريقة اطلاقاً، كما أنها في نهاية الأحداث تتحول من امرأة كانت زوجة لطبيب ناجح ومشهور وسيدة مجتمع تحاول الايقاع بالرجل الذي تحب ليتزوجها، إلى مجرد امرأة عاهرة في الفنادق، فالانعطافات والتحولات الدرامية لهذه الشخصية غير مبررة على الاطلاق.


الديكورات كانت صاخبة بشكل مزعج، فيما كانت الاضاءة جيدة والتصوير مميز، لكن كانت الأزياء، خاصةً أزياء ريهام حجاج الأسوء على مستوى الصورة فهي لا تهتم إلا بارتداء أغلى الماركات غير مراعية للذوق وتنسيق الألوان على الاطلاق، حيث وصف البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي اطلالاتها بالمؤلمة للعين.


المشكلة الرئيسية في كل أعمال ريهام حجاج هي الاستغناء عن قوة الأداء والتمثيل واصرارها على الاستعراض فقط بأحدث الماركات والنظارات والحقائب والمجوهرات والياقوت والمرجان. صحيح أنها اختارت شخصية تتناسب مع كل هذا ولكن كان عليها الاهتمام أكثر بالتمثيل والاداء، أو على الاقل محاولة تقديم قصة جديدة في قالب درامي فريد وشخصية مختلفة، فمن السهل وبعد برهة من مشاهدتك للمسلسل ان تجد ذاكرتك وقد عادت إلى الوراء لتحصي مئات الشخصيات الشبيهة بشخصية يارا البريئة الساذجة والمخدوعة في الجميع أشهرها شخصية الفنانة يسرا في مسلسل "خيانة عهد" التي قدمتها قبل عامين.

و كذلك مسلسل "سجن النسا" لنيللي كريم و مسلسلات شركة العدل جروب بشكل عام التي تقدم كل عام نفس الموضوع بتفاصيل مختلفة.



اختيار فريق العمل كان غريب وغير موفق ابداً وكأنه تم اختيار فريق العمل على أساس واحد وهو أن يكون النساء اقل جمالاً من ريهام حجاج بكثير والرجال اقل نجومية واقل على مستوى الاداء، كي تكون ريهام حجاج هي الأكثر جمالاً والأعلى أداءً والأبرز بين الجميع.


ولكن كل التحية والشكر والتقدير للنجم الرائع توفيق عبد الحميد، الذي كانت عودته للتمثيل بعد غياب ١٢ عام هي أهم الأسباب التي جعلتني اتابع العمل، رغم ان المسلسل لا يليق به ابداً، لكنه كان الأفضل بين ابطال المسلسل من حيث الاداء، فهو الرائع صاحب المشاعر الفياضة، وكتلة الاحساس المتوهجة على الشاشة.


كما تألق بالفعل الفنان الصاعد أيمن قيسوني في تقديم شخصية الزوج يوسف الشكاك الغيور المجنون والمندفع، فكان مفاجأة من العيار الثقيل، حيث نظراته وإنفعالاته وتقمصه الدور جعلنى أقول أنه سيدخل مارثون النجومية القادم مع انه لم يستغل كل مساحاته فى التمثيل، فكانت عيونه تحكي عن غضبه، ضروسه بحركتها العصبية التي تصف بدون كلمات غليانه الداخلي مع تجهم وجهه، كما أنه يتمتع بكاريزما عالية وحضور طاغي، أصبح غير موجوداً في كثير من الممثلين الآن الذين يتصدرون للساحة الفنية، فهذا يعتبر أول دور رئيسي له، بعد عدة مشاركات فنية بمساحات صغيرة جداً، ولكن حان الوقت لينال ما يستحقه من الشهرة والنجاح، فاعتقد أن الأدوار ستنهال عليه بعد أدائه الرائع في مسلسل يوتيرن.


كانت أيضاً الفنانة الصاعدة نانسي صلاح من النجوم المميزين في العمل وأظهرت قدرات فنية هائلة في المسلسل، وكذلك تألقت القديرة صفاء الطوخي.


أما غير ذلك فلا وجود للتمثيل في هذا المسلسل بداية من البطلة ريهام حجاج التي فقدت قدرتها على التعبير تماماً بسبب عمليات التجميل والبوتكس التي جعلت ملامحها جامدة كلوح الثلج مرسومة كالتماثيل، بلا أي مشاعر أو احاسيس، عيونها فاقدة للتعبير نهائي، حتى أنها مازالت تستخدم دموع الجلسرين خوفاً على مكياجها، فقد ظهرت في هيئة مصطنعة جداً ورغم وظيفتها كقبطان إلا أن مظهرها وملابسها وشعرها المصبوغ حديثاً أظهروها بأنها تعمل كعارضة أزياء أو راقصة.

كذلك كان محمود حجازي وعبير صبري وكريم قاسم.


في النهاية ورغم عيوب المسلسل الكبيرة والكثيرة إلا أنني لا استطيع أنكار أنه كان عمل مسلي ومشوق جداً، ورغم سذاجة الحبكة وتوقع كل مستجدات الأحداث حتى النهاية منذ الحلقة الأولى ما يجعلك غير متفاجيء من أي حدث جديد، إلا أن تسلسل الأحداث وطريقة العرض بهما استمتاع جيد.


تقييم الناقدة ★★

١٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page