بين مسلسل ألبا ومسلسل فاطمة فروق شاسعة وجوهرية فأيهما الأفضل؟
عُرض منذ عدة أسابيع على منصة نتفليكس مسلسل ألبا الاسباني الجديد من بطولة الينا ريفيرا وايريك ماسيب المقتبس عن المسلسل التركي "فاطمة" من بطولة بيرين سات وانجين أكيرويك.
رغم أن القصة تبدو كما هي، إلا أن المسلسل التركي أفضل بمراحل متفاوتة عن النسخة المقتبسة عنه، وهذا ليس لأن النسخة الاصلية دائماً تفوز وتتفوق على نظيرتها الجديدة، بل لان الرسالة التي يقدمها المسلسل التركي افضل بكثير من تلك التى احتواها المسلسل الاسباني، الذي قدم قصة ذات اختلافات جوهرية تماماً عن القصة الأصلية.
فشخصية فاطمة في المسلسل التركي كانت تتحلى بالبراءة والصدق أكثر من شخصية ألبا في النسخة الأسبانية، ففاطمة كانت حقاً فتاة شريفة، كل خطأها الوحيد أنها ذهبت في وقت متأخر من الليل لوداع خطيبها قبل سفره، إلا أن ألبا ليست صادقة هكذا ولا تتحلى بالبراءة والشرف الكافي الذي يجعل الجمهور متعاطفاً معها، فهي على علاقة غير شرعية بحبيبها برونو وتسكن معه بدون زواج ، وكذلك تحتسي الخمور وتتناول الحبوب المخدرة، وتذهب إلى الملاهي الليلية المعروف عنها ما بها من شباب مخمورين يضايقون الفتيات ويتعرضون لهن.
إلا أن شخصية برونو في النسخة الأسبانية كانت أكثر براءة وصدق من شخصية كريم في مسلسل فاطمة، فكريم هو الذي اشار على فاطمة أثناء مرورها امام اصدقائه وهو الذي لفت نظرهم لها، وهو اول من امسك بها، ويعتبر هو المذنب الاكبر، ولكن برونو لم ير ألبا من البداية، وحين جاء كان اصدقائه انتهوا من فعلتهم و لم ينتبه لما كانوا يفعلون لأنه فقد وعيه بالفعل وسقط ارضاً من تأثير الحبوب التي تناولها.
تفوق المسلسل التركي على نظيره الاسباني من حيث تعمقه في الشخصيات بشكل كبير، وأظهر قدر المعاناة التي تعاني منها الفتاة التي تتعرض لهكذا حادث، بل وتعرض لتأثير الحادث نفسه على الجناة ايضاً الذين يعانون بعد ذلك من عذاب ضمير واحساس شديد بالذنب يدمر نفوسهم بسبب ما ارتكبوه من جريمة شنعاء.
تفوق المسلسل التركي على نظيره الاسباني من حيث تناوله الاحترافي لجميع الشخصيات وأظهر مدى قدرة العلاج النفسي على مساعدة الآخرين في اجتياز مشكلاتهم النفسية ومعاناتهم الأليمة، وأظهر قدر الصدمة التي تعرضت لها فاطمة أكثر من ألبا، التي كانت قوية وذهبت للقسم بنفسها، بعد ما تعرضت له من ألام جسدية كبيرة، كما ذهبت للطبيب النفسي بنفسها، فيما كانت شخصية برونو تعاني بشكل أكبر من شخصية كريم، لأن صدمته في نفسه كانت أكبر كون شخصية ألبا لم تكن مجرد واحدة لا يعرفها ولكنها حبيبته أيضاً.
المسلسل الاسباني احتوى على مشهد وحيد حاول التعمق في نفسية الفتاة وما تعانيه بعد هكذا حادث، حين ظهرت فتاة مسلمة محجبة تتحدث عن أزمتها وتجربتها المماثلة لتجربة ألبا السيئة، إلا أن المشهد للأسف قدم صورة سيئة للفتاة المحجبة التي تدخن السجائر بشكل فج.
فيما تفوق المسلسل الاسباني على المسلسل التركي في تجنب المبالغات الدرامية، و اختصار الأحداث والابتعاد عن المط و التطويل ودخل في موضوعه مباشرة، إلا ان ذلك أثر على الأحداث وجعلها متسرعة قليلاً ومشتتة بعض الشيء.
بالنسبة للأداء فكانت جميع الأداءات في المسلسل التركي أفضل بكثير، فالبطلة الينا ريفيرا كانت جيدة لكنها لا تٌقارن بأداء بيرين سات فيما كان ايريك ماسيب أدائه ممتاز و اقترب كثيراً من نفس درجة احساس انجين أكيوريك (كريم) بالشخصية، وكان مستوى البقية بين الجيد والجيد جداً.
تقييم المسلسل الاسباني ألبا ★★★
تقييم المسلسل التركي فاطمة ★★★★
Comments